أدان مجلس الوزراء الفلسطيني استمرار هجمات المستعمرين المسلحين على أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها ليلة أمسِ على قرى جَنُوب بيت لحم وفي مسافر يطا، والأغوار، وقصف طيران جيش الاحتلال لمخيم نور شمس في طولكرم، بالتزامن مع استهداف وقصف الاحتلال لمنازل المواطنين في رفح و خان يونس وعموم قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن المجلس حذر -خلال افتتاح الجِلسة الأسبوعية للحكومة المنعقدة، اليوم الثلاثاء، بمدينة رام الله - من اتساع دائرة التصعيد الإسرائيلي يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أنه إلى جانب الحرب الدموية على قطاع غزة، تتصاعد اعتداءات المستعمرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس، مشددًا على ضرورة بذل جهود دولية أكبر لإنصاف الحق الفلسطيني وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إن الحرب الدموية على الأرض يستكملها الاحتلال الإسرائيلي بقرصنة أموال الشعب الفلسطيني، حيث يمارس الاحتلال ابتزازًا سياسيًا وماليًا للضغط على القيادة الفلسطينية، لوقف تحويل مخصصات قطاع غزة من رواتب للطواقم الطبية، والمعلمين، وطواقم الإغاثة، وغيرها، التي تصل قيمتها إلى حوالي 275 مليون شيقل شهريًا، ويستمر في اقتطاع المبلغ ذاته من أموال المقاصة منذ أكتوبر الماضي.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تستمر في الاقتطاعات المرتبطة بمخصصات عائلات الشهداء والأسرى التي بدأت منذ فبراير 2019، وبلغت قيمتها حتى الآن حوالي 3.5 مليارات شيقل، ورغم هذه الاقتطاعات تستمر السلطة الفلسطينية في الإيفاء بالتزاماتها تجاه هذه الفئات من أبناء الشعب، ليصبح العبء المالي مضاعفًا، إذ تقتطع إسرائيل مبالغ مشابهة من عائدات المقاصة لما تدفعه السلطة الوطنية لهذه الفئات.
وفي السياق، أقام مستعمرون، اليوم، بؤرة استعمارية جديدة قرب تجمع الخان الأحمر البدوي شرق القدس المحتلة.
وقال رئيس المجلس القروي في الخان الأحمر عيد ياسين - لـ "وفا" - إن البؤرة الاستعمارية لا تبعد سوى 150 مترًا عن تجمع الخان الأحمر البدوي، حيث أحضر 10 مستعمرين خيمة، ومولدات كهرباء، وأصبحوا يعتدون منذ اليوم الأول على قرية الخان الأحمر وعلى مختلف التجمعات المحيطة بها، مشيرًا إلى أن ما يجري من اعتداءات يأتي ضمن سياسة ممنهجة من الاحتلال بحق السكان البدو، من أجل دفعهم إلى ترك مضاربهم، وإخلائها لتسهيل الاستعمار الرعوي في بادية القدس بالخان الأحمر.
ومنذ مطلع عام 2024 وحتى نهاية يونيو الماضي، أقام مستعمرون 17 بؤرة استعمارية على أراضي المواطنين في الضفة الغربية، كما قامت سلطات الاحتلال في الفترة ذاتها، بتسوية أوضاع "شرعنه" 11 بؤرة استعمارية جديدة، من خلال قرارات "كابينيت" الاحتلال، أو من خلال تعديل نفوذ مستعمرات قريبة منها، أو من خلال إقرار مخططات هيكلية، ما ينذر بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، والتضييق على المزيد من القرى والبلدات الفلسطينية لصالح ما يبنيه المستعمرون.