تعرض الولايات المتحدة الأمريكية مكافآت ضخمة تصل ملايين الدولارات من أجل اعتقال قادة عصابة "ترين دي أراجوا" الفنزويلية، التي تغلغلت داخل الولايات عبر طلبات لجوء الهجرة، وانغمسوا في عمليات تهريب الأسلحة والسرقة و الاتجار بالبشر وغسيل الأموال.
وتعتبر الهجرة غير الشرعية وطلبات اللجوء قضية رئيسية في الصراع الدائر بين الديمقراطيين والجمهوريين، في مباراة العودة للبيت الأبيض، ووفقًا لدراسة جديدة أجراها مركز دراسات الهجرة الأمريكية، فإن 3.7 مليون مهاجر دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني منذ تولي بايدن منصبه، يناير 2021.
عابرة للحدود
أحدث جرائم العصابة الفنزويلية اقتحام مجموعة منهم مكونة من 8 أفراد متجر مجوهرات في منطقة دنفر، والاستيلاء على كميات كبيرة من الذهب، وتمكنت الشرطة من ضبط أحدهم، بحسب صحيفة نيويورك بوست، وتبين أنه عبر الحدود بشكل غير قانوني، عام 2023.
وصنفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، العصابة كمنظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية الأمريكية، وبدأت في تقديم مكافأة قدرها 12 مليون دولار لاعتقال قادتها، ووفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز"، كانت العصابة موضوع أكثر من 100 تحقيق جنائي فتحته السلطات الفيدرالية.
تمكنت العصابة التي يعني اسمها "قطار أراجوا" - في إشارة إلى منطقة أراجوا بفنزويلا - من التسلل إلى الولايات المتحدة من خلال إرسال أعضاء متنكرين في هيئة طالبي لجوء عبر الحدود الجنوبية، ومن هناك توافد أعضاؤها إلى المدن الأمريكية الكبرى بما فيها نيويورك وشيكاغو وميامي ودنفر.
وعلى الرغم من تعقب دوريات الحدود الأمريكية لهم بعد ازدياد نشاطها وانتشارها، إذ تمكنت من القبض 70 منهم، وفقًا للبيانات الفيدرالية، إلا أن العشرات منهم ينجحون في تجاوز السلطات، إذ يحرص الأعضاء الأصغر سنًا على عدم رسم وشم العصابات ليكونوا بعيدًا عن رادار المراقبة.
قواعد الردع
ارتبط اسم العصابة بمئات الجرائم خلال الأشهر الماضية، إذ تخصصوا في غسيل الأموال وتهريب الأسلحة والسرقة والاتجار بالبشر، وتمكن صعوبة التعرف عليهم، بسبب عدم تمكن جهات التحقيق الأمريكية من الوصول إلى قواعد البيانات الجنائية للدول الأخرى.
وكشف مصدر في حرس الحدود لصحيفة واشنطن بوست، في تقرير لها، أنه أصبح من السهل للغاية على المجرمين دخول الولايات، لافتًا إلى أن أفراد العصابة سيستمرون في الدخول دون أن يتم اكتشافهم، لعدم وجود معرفة مسبقة بخلفيتهم الجنائية ولن تفلح معهم قواعد الردع.
وتعمل العصابة بنشاط على تجنيد الوافدين المهاجرين الجدد بشكل علني للانضمام إلى عملياتهم، وحصل أعضاؤها وفق مذكرة فيدرالية على الضوء الأخضر من العصابة الأم في فنزويلا، لمهاجمة وإطلاق النار على رجال الشرطة، إذ تم تحذير جهاز الشرطة والأمن الداخلي بالأمر.