هبطت أسعار النفط بحدة في ظل تقييم المتداولين لتوقعات بأن يمضي تحالف "أوبك+" في زيادات الإنتاج المعلنة مسبقًا في الربع الرابع.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 3.1% لتتم تسويته عند مستوى 73.55 دولار للبرميل، وقال العديد من المندوبين داخل تحالف "أوبك+" هذا الأسبوع إنهم يتوقعون المضي قدماً في زيادات الإنتاج، رغم أن المجموعة أشارت في أكثر من مناسبة إلى أنها قد "تعلق أو تعكس" زيادات الإمدادات إذا لزم الأمر، وغطت هذه الأنباء على الخسائر الفادحة في الإمدادات في ليبيا، حيث أدت الاضطرابات إلى خفض الإنتاج بنسبة 68%.
قال جون كيلدوف، المؤسس المشارك لشركة "أجين كابيتال" (Again Capital): "يمكن وصول أسعار خام غرب تكساس الوسيط بسهولة إلى مستوى 60 دولاراً لبعض الوقت"، و"أعتقد أن هبوط سعر خام غرب تكساس دون 70 دولاراً سيجذب انتباه (أوبك+) ويولد رد فعل على سياسة الإنتاج".
تكبد سعر مزيج برنت، المرجع العالمي لسعر الخام، أول هبوط شهري متتالي هذا العام، وخفضت مجموعتي "جولدمان ساكس" و"مورجان ستانلي" توقعاتهما للأسعار، مستشهدين بتوقعات الطلب المخيبة للآمال في الصين، أكبر مستورد.
انخفضت أسعار النفط في البداية بعد أن نشرت رويترز توقعات بأن تمضي مجموعة المنتجين في زيادة الإنتاج المخطط لها بدءاً من أكتوبر، ومن المقرر أن تضيف منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا، 180 ألف برميل يومياً للسوق في ظل تحركها لاستعادة الإنتاج المتوقف منذ 2022 بشكل تدريجي.
قال كيلدوف: "إذا استمر الاقتصاد الصيني في مواجهة مصاعب، فلن يتمكن (أوبك+) من حشد تخفيضات إنتاج كافية لدفع الأسعار إلى الارتفاع".
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض النقاط المضيئة، وأظهرت المراجعات في البيانات الأمريكية أن أكبر اقتصاد في العالم نما بوتيرة أقوى قليلاً في الربع الثاني مما تم الإبلاغ عنه في البداية، مما عزز المعنويات، كما استقرت مخزونات الخام الأمريكية عند أدنى مستوياتها منذ يناير، مع وصول المخزونات في المركز الرئيسي في كاشينغ بولاية أوكلاهوما إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر.
في أغسطس، تم تداول عقود مزيج برنت الآجلة في نطاق هو الأوسع منذ يناير، حيث بلغ 2.29 دولار في المتوسط على أساس يومي، كما بلغت التقلبات التاريخية لمدة 30 يوماً، والتي تعد مؤشرًا آخر لتقلبات الأسعار، أعلى مستوياتها منذ يناير.
بينما يراقب المتداولون الأزمة المتفاقمة في ليبيا، ارتفع أحد مؤشرات السوق، وصعد مؤشر برنت-دبي، "Brent-Dubai EFS"، الذي يقيس فارق السعر بين الخامين القياسيين، إلى أعلى مستوى في 11 شهراً هذا الأسبوع.