معبد دندرة واحد من أهم المعابد الفرعونية علي مر العصور

معبد دندرة واحد من أهم المعابد الفرعونية علي مر العصورمعبد دندرة

يعد معبد دندرة واحدًا من أهم وأفضل المعابد المصرية التي مازالت تحتفظ ببريقها إذ يتميز عن غيره من المعابد بسقوفه التي تحوي العديد من الرسومات والنقوش ومازالت نقوشه واضحة تحكى تاريخ حقبة مهمة من تاريخ مصر وأنه من أكبر المعابد المكتملة الأركان في مصر، حيث يوجد به سقف وجوانب، ويعود للإله «حتحور» رمز الجمال والخصوبة والنيل، وأن المنطقة المحيطة للمعبد تزخر بالكثير من الآثار الفرعونية مثل الهيكل الرئيسي لمعبد «حتحور» ومعبد ولادة إيزيس والبحيرة المقدسة.

وتقع دندرة على الشاطىء الغربي للنيل و تبعد حوالي 60 كم شمال غرب الأقصر و حوالي 4 كم شمال غرب مدينة قنا وكانت دندرة هى عاصمة الإقليم السادس من أقاليم مصر العليا وكان يطلق على دندرة " أيو نت – تا – نتر " وفي العصر البطلمى أطلق عليها أسم "تينتيرا " أو "تينتريس" ثم نطقت بالعربية دندرة وكانت الآلة " حتحور " هى الآلة الرئيسية فى دندرة و كانت تعبد فى دندرة منذ عصر الدولة القديمة على أقل تقدير وهى من اله التى عبدت فى مصر القديمة منذ عصر ما قبل التاريخ وورد ذكرها في "نصوص الأهرام " ويعني اسمها "حات – حر " أى "مسكن أو مأوي مقر – حورس" .

ويقع معبد دندره علي الضفة الغربية لنهر النيل بمحافظه قنا وهو يقع الي الجنوب من مدينة ابيدوس والي الشمال من طيبه ( الأقصر) حيث كانت مدينة دندرة عاصمة الإقليم السادس من أقاليم مصر العليا حيث كان يطلق عليها في مصر القديمة "ايونت تا نتر " وفي العصر البطلمي أطلق عليها تنتيرا او تنتيرس ثم تحول الاسم في العربية إلى تنتره او دندره وهو الاسم الحالي للقرية والمعبد.

وكانت دندره مركزا دينيا هاما منذ عصر ما قبل الاسرات حيث كانت دندره مركزا لعباده الالهه حتحور الهه الحب والجمال والموسيقى عند القدماء المصريين هذا وقد ظهرت حتحور بأشكال مختلفة فقد ظهرت علي شكل سيده باذني بقره أو علي شكل سيده يتوسط قرص الشمس بين قرنين علي رأسها او علي شكل بقره كاملة.

ويرجع المعبد الحالي للعصر اليوناني والروماني وقد استغرق بناء المعبد الفترة ما بين 116 ق م وحتي 34 م وذلك مع ظهور المسيحية والمعبد محيط بسور من الطوب اللبن تبلغ مساحته 280 م في 299 م ويبلغ ارتفاعه 10 م تقريبا وقد عثر علي أساسات في المعبد ربما ترجع للدولة القديمة ثم شهد المعبد مراحل تطور وبناء الي أن وصل للشكل الحالي.

قال محافظ قنا الدكتور خالد عبد الحليم إنه حريص علي جذب المستمرين في قطاع السياحة و استغلال المقومات السياحية بالشكل الأمثل، ف معبد دندرة لا يكفي للجذب السياحي، لأنه معلم وحيد وكانت سياحة اليوم الواحد تتردد علي المعبد قادمة من محافظتي الأقصر والبحر الأحمر لساعات معدودة، دون أن يكون هناك عائد علي المحافظة، ولذا خطتنا تستهدف عمل تجربة سياحية متكاملة ولتحقيق ذلك، لابد من وجود مسارات سياحية، فالمعالم الدينية والبيئة والأثرية يجب استغلالها جيدًا. بالإضافة إلي السياحية الريفية التي يمكن لها أن تنتعش في محافظة قنا، من خلال إقامة قرية ريفية أو فندق بيئي لجذب السياحة الريفية، بحيث يعيش السائح تجربة ريفية متكاملة، يتناول فيها الوجبات الريفية ويتجول في الريف وسط الحقول والزراعات، فنحن بحاجة إلي تنوع التجربة للسائح، لافتا إلي أن مشروع تطوير كورنيش النيل سيخدم أهالي قنا والسياحة الوافدة، خاصة مع وجود مرسي نيلي. وسيتم التنسيق مع غرفة السياحة وأصحاب البواخر في الأقصر لتنظيم رحلات سياحية إلي قنا وبمجرد البدء في ذلك سنجد هناك طلب علي أنواع السياحة المختلفة، ولسنا بحاجة إلي فندق 5 نجوم للسياحة الريفية، فمن الممكن استغلال البيوت القديمة التاريخية وتطويرها من خلال مستثمر سياحي وتحويلها إلي فنادق عالية القيمة الحضارية، لأننا نعمل علي السياحة عالية الجودة وليست الكمية، نسعي لأن تكون لدينا سياحة ثقافية وعروض سياحية تُعظم من الفائدة لأهالي قنا.

ومن جانبة أكد مدير عام آثار قنا أيمن هندي في تصريحات خاصة ـ لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ أن معبد دندرة يعد من أجمل المعابد المصرية في جنوب صعيد مصر علي الضفة الغربية لنهر النيل ويتميز بمميزات عالية متمثلة في العلاقة التزاوجية بين الإله حتحور آلهة الحب والجمال والموسيقى مع الإله حورس في معبد آخر وهو معبد إدفو واثبتها الاكتشاف المهم الذي يقع بالساحة الأمامية ل معبد دندرة وهو اكتشاف المرسي الأثري الذي كان يستخدم في الرحلة التزاوجية ما بين الإله حتحور والإله حورس وأوضح العلاقة التي تربط ما بين معبد دندرة ومعبد إدفو .

وأضاف بأن معبد دندرة هو قيمة تاريخية علمية مهمة للزائر يري فيها جميع المناظر التي لا تحتوي علي حروب عكس المعابد الموجودة في صعيد مصر ونري فيه ما تركه لنا المصري القديم واستكمله العصر البطلمى الروماني في وجود مصحة تعالج المرضي بالطرق المختلفة وأثبت ذلك المبني الموجود علي يمين الداخل قبل الوصول إلى صالة الأعمدة الكبري ويوجد بالمعبد عدد كبير من السراديب بلغ عددها 11 سرداب تساعد هذه السراديب علي إخفاء كل الأشياء والهدايا التي كانت تقدم من عامة الشعب أو أي شخص للإله حيث يتم حفظها داخل تلك السراديب التي تم تشيدها داخل جدران المعبد الخارجي سواء بجوار قدس الأقداس أو الغرف الموجودة حوله وهي 11 غرفة منها غرفة المياه وغرفة البخور وغرفة الفضة وقدس الأقداس هو المكان الأطهر والبقعة الأكثر طهارة حيث يقيم الإله ولا يتم فتح قدس الأقداس إلا عن طريق كبير الكهنة لعمل الطقوس اليومية وسجلت علي جدران المعبد كافة مراحل تقديم القرابين وخصصت صالة عرفت باسم صالة الأضاحي لذبح القرابين.

وأوضح أنه تم إضافة العديد من الخدمات للسائحين حتى يشعر بالامتنان حيث تم تنفيذ مشروع التذكرة الاليكترونية والبوابات الاليكترونية دون تدخل بشري وتتيح للسائح حجز التذكرة من خلال الإنترنت وإنشاء مركز الزوار علي أعلي مستوي يحتوي علي قاعة كبري يتم خلالها عرض فيلم تسجيلي عن المعبد قبل التحرك لداخله وتم إنشاء ممر لذوي الاحتياجات الخاصة ليستطيع زيارة جميع أجزاء المعبد ويري جميع العناصر المعمارية والغرف بكل سهولة .

ولفت إلى أنه تم اكتشاف جبانه معبد دندرة وتبلغ مساحتها 180 فدانا لمزيد من اكتشافات المقابر وطرق الدفن .مؤكدا أن معبد دندرة يحتاج إلي التسويق والبعد عن زيارة اليوم الواحد نحتاج إلي وجود سائح مقيم بمدينة قنا وفتح المعبد للزيارة حتى العاشرة مساءا مثل معبد الأقصر بدلا من غلق المعبد في الخامسة مساء ونطالب بإنشاء متحف قومي لمحافظة قنا يعرض خلاله كافة الكنوز الأثرية النادرة ويجمع أيضا التراث المصري ليري العالم عظمة الحضارة المصرية،علاوة على تشغيل المرسي السياحي وإقامة فندق بمواصفات عالمية للإقامة وإنشاء مراكز تراث عالمي ليتعرف العالم عن أقدم الحضارات في التاريخ بمدينة نقادة وبقرية السماينة .

وقال الدكتور أيمن وهبي طاهر أستاذ علم المصريات بكلية الأداب بجامعة المنصورة أن معبد دندرة يعد من أجمل وأروع وأكمل المعابد المصرية القديمة في صعيد مصر إن لم يكن في مصر كلها وهذا المعبد له أصول من عصور ما قبل التاريخ وبداية الأسرات ثم في عصر الدولة القديمة نجد الملك " خوفو " انشأ مكان لعبادة " حتحور " ثم الدولة الوسطي أقامت مجموعة من المقاصير وبنت المعبد الأولي " لحتحور " في دندرة ثم جاء الملك " تحتمس " الثالث وجدد التخطيط وأعاد تنظيم التخطيط وقال في النص الموجود في السرداب الجنوبي في معبد دندرة لقد أعدت التخطيط لهذا المعبد طبقا لما وجدته في أرشيف المعبد من عصور ما قبل الأسرات من عصر أتباع " حورس " وقد وجد التخطيط الأصلي للمعبد علي رق من الجلد وقام " خوفو " ببناء المعبد طبقا لهذا التخطيط الأولي الأزلي للمعبد ثم الدولة الوسطي ثم جدده " تحتمس الثالث " طبقا لهذه الوثائق .

وأضاف " رمسيس الثاني " و " رمسيس الثالث " للمعبد فى عصر الدولة الحديثة ولم يتبقى منه سوي بعض الكتل المتناثرة هنا وهناك وأعيد استخدامها في بعض مباني المتحف المفتوح الذي اقيم علي مصاطب أمام المعبد يضم كتل في غاية الأهمية فيها نقوش لملوك الدولة الوسطي ثم نجد ملوك الدولة الحديثة " تحتمس الثالث ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث " كل هؤلاء الملوك لهم آثار موجودة ومخلدة ثم تم بناء معبد في العصر البطلمي في عهد " بطلميوس الثاني عشر " واستكملته ابنته " كيلوباترا " السابعة ولها الفضل الكبير جدا في الجزء الخلفي ل معبد دندرة وهي السراديب وقدس الأقداس وما حوله ومقصورة رأس السنة ومقاصير " اوزيريس " كل ذلك يرجع إلي عهد " كيلوباترا " التي كان لها عشق خاص ل معبد دندرة .

وأوضح مستكملا أنه بالانتقال إلي الملوك الرومان " نيرون " و " تبريوس " هما من أضافوا الصالة الأمامية ونقوش الأعمدة الحتحورية الأربعة والعشرين. دندرة بها مميزات كثيرة جدا جدا منها أنه ليس معبد واحد بل هو مجموعة من المعابد حيث أقيم المعبد الكبير ثم معبد " ايزيس " خلف المعبد ثم مقصورة " منتوحتب " ثم مقصورة المركب المقدس ثم معبد ظهرت أساساته حديثا أظهرته البعثة الفرنسية للملك " تحتمس الثالث " وعليه مجموعة جميلة جدا من النقوش ومازالت ملونة كأنها بالأمس .

وأكد أن معبد دندرة به بيت ولادة بناه " نختنبو الأول " من الأسرة 30 وهو أقدم جزء فرعوني قائم علي اليمين قبل دخول المعبد الرئيسى مباشرة يليه كنيسة من القرن السادس الميلادي وهي من أقدم الكنائس الموجودة في صعيد مصر ثم يليه " الماميزي أو بيت الولادة الروماني " وهو من المباني المميزة ويوجد ب معبد دندرة بوابة شمالية مميزة والبوابة الشرقية لإيزيس ولها طريق ممهد يقود إلي بوابة أخري وهي بوابة حورس أو المعبد الشرقي لحورس وخلف منه معبد طبقا للنصوص تقول أن هناك معبد كبير جدا لأوزيريس في هذا المكان وهو هدف للبعثات الأجنبية والبعثات المصرية للبحث عن اوزيريس في دندرة واوزبريس له معبد كبير جدا في ابيدوس للملك ستى الأول .

وأوضح أن دندرة بها أسرار كثيرة جدا مرتبطة بالإله أوزيريس ونعرف ذلك من المقاصير الأوزيرية الستة الموجودة فوق المعبد ومن لوحة الأبراج الفلكية الموجودة في إحدي مقاصير أوزيريس وهي المقصورة الثانية بالتحديد ويضم معبد دندرة خريطة العالم القديم الفلكية كل الأبراج الفلكية موجودة ومنقوشة علي سقف صالة الأعمدة وهي من أكمل النصوص أو المناظر الفلكية التي تعرف بالمعابد ب معبد دندرة حيث نصف اليوم الأول علي شمال البوابة والنصف الثاني والليل علي اليمين والاكتشافات الأخيرة بمعبد إسنا اثبتت بالدليل القاطع أنه يوجد إمكانية إعادة رصد الأبراج الفلكية بمعبد إسنا لكن يظل معبد دندرة هو أكمل المعابد بالنسبة للمناظر الفلكية في معبد مصري .

علاوة على أن معبد دندرة شهده فى الأونه الأخيرة تطويرات أولها إزالة السناج الذي كان يطمس جمال الألوان والزملاء من المرممين قاموا بمجهود رائع لإزالة السناج ويكفي أن المصريين هم من اخترعوا المادة التي أزالت هذا السناج بقيادة الدكتور جمال محجوب وهناك إمكانية لإقامة مشروع الصوت والضوء ل معبد دندرة ونناشد محافظ قنا وأمين المجلس الأعلي للآثار بضرورة وجود صوت وضوء في دندرة ونحن علي أتم استعداد أبناء الآثار الذين ينتمون لقنا الدكتور أيمن وهبي والدكتور علي عبد الحليم مدير المتحف المصري بالقاهرة والدكتور عبد الرحمن علي أستاذ الآثار المصرية الرومانية لكتابة السيناريو إهداء إلي قنا ودندرة .

واقترح أن تشكل لجنة لوضع حضارة نقادة وهي أقدم حضارة في العالم وهي أصل نشأة الحضارات وهرم الزوايدة وهو أقدم هرم في مصر وهو أقدم من أهرامات الجيزة علي الخريطة السياحية فضلا عن إنشاء ممشي سياحي علي طول معبد دندرة مناشدا وزارة الزراعة بزراعة أشجار الجميز علي جانبي الطريق المؤدي ل معبد دندرة وهي شجرة مثمرة ومعمرة حيث أن الإلهة حتحور هى سيدة شجرة الجميز .
مطالبا وزارة الآثار بتدريب مجموعة من الأثريين علي طرق الشرح السليمة عن معبد دندرة للسياح والمصريين.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2