الاكتئاب هو مرض معقد وواحد من أكثر الأمراض شيوعا، فهو يتداخل في حالة عدم العلاج مع الأنشطة اليومية، وقد يؤثر أو يضعف من القدرة على العمل أو الدراسة أو الاختلاط بالآخرين أو حتى الاستمتاع بالهوايات المفضلة.
ووفقا لموقع (هيلث لاين) الأمريكي، إذا تم تشخيص الإصابة ب الاكتئاب المزمن من الدرجة البسيطة أو المتوسطة، فيكون أمام أخصائي الصحة العقلية أن يحدد العلاجات التي يمكن أن تساعد في تحسين نوعية الحياة، التي قد تتمثل في الأدوية أو العلاج بالتحدث أو الرعاية الذاتية.
وبغض النظر عن الحالة، يُمكن التحكم في الاكتئاب إذا كان لدى المريض إمكانية الوصول إلى الأدوات والمعلومات الصحيحة.
ومن العلاجات المقترحة، "العلاج بالكلام" وهو يتضمن مناقشة مخاوف المريض وما يشعر به مع معالج مدرب.
ويمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج في معالجة الاكتئاب الشديد، ولكن ليس بدون علاجات أخرى، مثل الأدوية.
ويفيد هذا النوع من العلاج إذا كان المريض يريد التحدث مع شخص يفهم ويستطيع تقديم التوجيه في مكان آمن.
وثاني العلاجات المقترحة "العلاج المعرفي"، ويهدف إلى تحديد الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب وتحويلها إلى أنماط أكثر إيجابية، وعادةً ما يكون هذا العلاج قصير المدى ويستمر ما بين ستة أسابيع إلى أربعة أشهر.
ويأتي "العلاج السلوكي" ثالثا، ويساعد في تحديد وتغيير السلوكيات التي قد تكون مدمرة للذات أو غير صحية.
أما "العلاج السلوكي المعرفي" فيجمع بين العلاج المعرفي والسلوكي، وهو نوع من العلاج النفسي، الذي يساعد المريض على تغيير أنماط التفكير لتحسين الحالة المزاجية والسلوكيات.
ويأتي أخيرا في العلاجات المقترحة "العلاج التنشيطي السلوكي"، ويلجأ إليه عادة الأشخاص، الذين يقعون في دوامة مواجهة الأشياء والأمور المؤلمة ثم الشعور بالإحباط أو القلق أو الإرهاق، ثم يتوقفون عن القيام بأشياء معينة، مثل الأعمال المنزلية أو العمل، وأخيرا يصبحون فريسة للشعور بالذنب والوحدة ويلجأون لمعاقبة أنفسهم.
ويعمل "التنشيط السلوكي" على مساعدة الأشخاص في القيام بالأنشطة الممتعة والتذكير بأن الحياة لا تزال بها أشياء جيدة لفعلها.
ومهما كان علاج الاكتئاب في بعض الحالات مكلفا، إلا أن الدراسات تشير إلى أن استثمار الشخص في صحته العقلية الآن يمكن أن يفيد وضعه المالي على المدى الطويل من خلال تحسين صحته العامة ومن ثم قدرته على العمل وكسب المال.
جدير بالذكر أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن الاكتئاب يصيب 5% من البالغين حول العالم.