ريم والطبيبة زينب.. سيرة لا تنتهي

ريم والطبيبة زينب.. سيرة لا تنتهيحسين خيرى

الرأى1-9-2024 | 15:51

ريم حامد لن يقف الغدر حائلا أمام ميلاد أساطين العلم من نساء العرب ، ريم الباحثة فى التكنولوجيا الحيوية تعرضت لمحاولات تهديد ومراقبة خانقة من جهات غير معلومة، ورواية اغتيالها تعيد إلى الأذهان نفس سيناريو عالمة الذرة سميرة موسي ، وغموض اغتيال ريم يوجه النظر كذلك إلى المصير المجهول حول وفاة الدكتورة منى بكر مدير مركز النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة ، وحيرة الأطباء عن كيفية اعتلال صحتها فجأة بعد عودتها من مؤتمر علمي فى الصين ، وبكر حصلت على أربع براءات اختراع عالمية، ووصفها العالم المصرى الدكتور إبراهيم السيد بملكة النانو تكنولوجى فى الشرق الأوسط.

ويظن البائس أن جذور نبوغ نساء العرب أصابها الفناء، ويجهل أن جذوره ممتدة عبر عصور الحضارة الإسلامية ، ولا تهدأ حتى الآن عن شقها للأرض لتنثر ثمارها وفروعها، ومن أشجارها الوارفة الطبيبة الشامية زينب بنت بنى أوْد، وبزغ نجمها فى أواخر عصر الدولة الأموية، وأصبحت إحدى رائدات الطب فى الحضارة الإسلامية، وسجلت نجاحات فى طب العيون، ولا نبالغ إذ قلنا إنها أول

طبيبة عرفها التاريخ الإسلامى، وبرعت فى مجال الجراحة، وتوصلت من خلال أبحاثها إلى أدوية لعلاج أمراض العين.

وجاء ذكرها فى كتاب "رواد علم الطب فى الحضارة العربية والإسلامية"، وقال إن زينب بنت أود تستحق عن جدارة لقب الطبيبة العربية الأولى، وأشاد بها أبو فرج الأصفهاني فى مؤلفه الشهير الأغانى، وتناول الحديث عنها ابن أبى أصيبعة فى كتابه "عيون الأبناء فى طبقات الأطباء"، وقال بالحرف إن زينب عارفة جيدة بالأعمال الطبية ، وفى وقتنا المعاصر عرجت إليها الدكتورة سعاد ماهر أستاذة الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة فى دراساتها، وكذلك تطرق إلى الطبيبة زينب الباحث السورى عمر رضا كحالة فى مرجعه الكبير "أعلام النساء فى عالمى العرب والمسلمين، وأشاد بكفاءتها الطبية، والذى يحتوى على خمسة أجزاء.

وعبر محرك البحث فى تاريخ الحضارة الإسلامية نعثر عن أدوار بارزة للمرأة المسلمة العربية فى ازدهارها، وكما تفوقن فى الأنشطة العلمية كان لهن جهد كبير فى تعليم الفقه والعقيدة، خلافا عن نضالهن فى بناء وعى الأمة، وعلى نهج الطبيبة زينب خطت خطواتها العالمة مريم الأسطرلابى، وقد قلنا سابقا إنها أبحرت فى دروب علم الفلك ، واخترعت جهاز الإسطرلاب المعقد حسابيا، ودرست الرياضة علي يد والدها الملك كوشيار.

وفى الختام ، نأسف على مواصلة عرض السيرة الذاتية للطبيبة زينب بنت أود، بسبب اندثار أجزاء كثيرة عن حياتها ومؤلفاتها، ورصدت المراجع التاريخية اليسير عن مشوارها العلمى، ونعاود الكرة مرة ثانية ونقول إنه برغم كيد الأعداء والحاقدين لا تزال رائدات العالم العربى والإسلامى يضعن بصمتهن العلمية والثقافية داخل معاقل الغرب.

أضف تعليق