لا يختلف اثنان على القرارات – المفاجئة – التى اتخذها وزير التربية والتعليم الجديد، محمد عبد اللطيف، بخصوص الثانوية العامة.. وما شملته من تخفيف لعدد المواد الدراسية بإلغاء بعضها ودمج البعض الآخر.. لتكون الدراسة وفقا للهيكلة الجديدة من 5 مواد فقط بكل شُعبة بدلاً من 7.
وتكون على النحو التالى.. شعبة العلوم ستتكون من (اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى، والأحياء والكيمياء والفيزياء)، وخروج مادتى اللغة الأجنبية الثانية و الجيولوجيا من المجموع.. وشُعبة الرياضيات من (اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى و الرياضيات والكيمياء والفيزياء)، وخروج مادتى اللغة الأجنبية الثانية و الرياضيات التطبيقية من المجموع، أما الشُعبة الأدبية فستتكون من (اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والإحصاء) وخروج مادتى علم النفس واللغة الأجنبية الثانية من المجموع وإلغاء مادة الفلسفة.
وإعادة مواد الصف الأول الثانوى ليصبح من 6 مواد فقط بدلاً من 10 وهى (اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى والتاريخ و الرياضيات والعلوم المتكاملة والفلسفة والمنطق)، وإلغاء مواد الجغرافيا و الجيولوجيا و علم النفس واللغة الأجنبية الثانية.
وللوهلة الأولى.. يتضح أن الوزير الجديد اتبع فى الهيكلة الجديدة نفس النهج ونفس الفكر بالمدارس الدولية، التى كان يديرها قبل توليه حقيبة التعليم بالحكومة الجديدة، والتى تقوم الدراسة فيها فى الثانوية العامة على 5 مواد بكل شُعبة.
وهو كلام جميل من حيث الشكل.. ولكن ما هو ليس بجميل من حيث المضمون أن الوزير قد جانبه التوفيق فى إلغاء بعض مواد العلوم الإنسانية على حساب هذا التخفيف فى عدد المواد الدراسية بإلغاء مادة الفلسفة والمنطق.
وهو خطأ كبير لأن فيه نوع من الإخلال بالتكوين المتكامل للمواد الدراسية التى من المفروض أن يدرسها الطالب، وتجمع ما بين العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية معا، مثل الفلسفة والمنطق و علم النفس والاجتماع والجغرافيا والتاريخ.
وهى علوم ليست "كمالة عدد"، وإنما لوجودها مغزى وهدف فى تكوين شخصية الطالب لتجعله مرنا، وليس جامد المشاعر والأحاسيس.
ولو كانت هذه المواد "كمالة عدد" لما كان يتم تدريسها منذ القدم وطوال السنوات الماضية.. وماتطورت المجتمعات البشرية ولا العلاقات البيئية.
وكان الأجدى بدلاً من تخفيف المواد الدراسية تخفيض المناهج وتخفيفها بإزالة الحشو الزائد منها، بدلاً من الإخلال بالتكوين المتكامل للمواد الدراسية بإلغاء مادة مهمة مثل الفلسفة.
فلولا نظريات المفكرين الفلاسفة ما تم تنظيم العلاقات داخل المجتمعات.. ولا وجد علماء الفيزياء والكيمياء و الرياضيات أرضية لصياغة نظرياتهم.
فلا أتصور مناهج التعليم فى الثانوية العامة بدون مادة الفلسفة والمنطق والجغرافيا و علم النفس والاجتماع.. فماذا سيكون مصير أقسام هذه المواد بالجامعات بعد إلغائها بالثانوية العامة؟!
وهو ما نطالب الوزير بتدارك الأمر وتصحيحه فى أقرب وقت.