من الشائع في الكلاسيكيات العسكرية، أنك تستطيع أن تتخذ قرارًا ببدء الحرب، ولكن لا يمكنك وضع حد لنهايتها والخروج منها، هذا هو حال قادة جيش الاحتلال فى قطاع غزة، والتى كان أخرها إعلان بيني جانتس وزير الدفاع السابق فى كيان الاحتلال: "وتيرة القتال والتقدم العسكري في غزة بطيئة جدًا وهذه انتقادات موجهة للجيش".
صفقة المحتجزين
وأكد بيني جانتس أن "الأولوية الآن هي إبرام صفقة تبادل للمحتجزين وتحويل الجهود العسكرية نحو الشمال" ، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بسبب وضع رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو لشروط جديدة تخص محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
وبناء على التقييم الأمني لقادة المناطق المحتلة في كافة الجبهات، قرر هرتسي هاليفي رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، مواصلة "الحملة العسكرية" في الضفة الغربية لإحباط ما وصفه بـ"الهجمات الإرهابية" في البلدات والطرقات ومنطقة التماس، متابعا "الحملة على منطقة جنين مستمرة لإحباط عمليات مثل التي وقعت ليل الجمعة في منطقة (مستوطنة) غوش عتصيون".
مطالبات بإقالة رئيس الأركان
وفي أخر استطلاع رأى إسرائيلى، أظهرت النتائج أن أكثر من نصف جنود الاحتياط فى جيش الاحتلال (58%) فقدوا الثقة برئيس الأركان الإسرائيلى، هرتسى هاليفى، وأعرب 49 ٪ منهم عن اعتقادهم بضرورة أن يستقيل رئيس الأركان فى أقرب وقت ممكن، فى الوقت الذى أبدى فيه جنود الاحتياط ثقة منخفضة للغاية بإدارة القيادة العليا ل جيش الاحتلال الإسرائيلى للحرب بصورة عامة.
وقبل يومين، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن "صراخا غير مسبوق" اندلع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني.
جنوب لبنان
ودعا جالانت خلال الاجتماع، للمضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق مع حماس في أقرب وقت ممكن، حتى يتسنى له الخروج بقواته من قطاع غزة، فيما يصر نتنياهو على احتلال القطاع، وهو الأمر الذي يرفضه وزير جيش الاحتلال رفضا مطلقا.
وتحدث جالانت مع نتنياهو حول استحالة القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية، والتوجه نحو توسيع الأهداف المعلنة للحرب لتشمل تمكين السكان من العودة إلى مناطقهم في شمال إسرائيل، قائلا: "مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة، ضمان عودة سكان بلدات الشمال إلى ديارهم بسلام. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا بد أن نوسع أهداف الحرب وأن نضم إلى الأهداف عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم بسلام".
الضفة الغربية
وتمهيدا للخروج من قطاع غزة، بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في توفير الغطاء السياسي لخروج الجيش من قطاع غزة، موجها الاحداث نحو الضفة الغربية قائلا: إيران تعمل على إنشاء بنية تحتية للإرهاب الإسلامي في الضفة الغربية، متابعًا: "إيران تغرق المخيمات بالأموال والسلاح المهرب عبر الأردن لإنشاء جبهة إرهاب شرقية".
وجاء دور وزير المالية سموتريتش، ليدلي بدلوه المتطرف قائلا: "يجب توسيع العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية إلى الجنوب أيضًا في أعقاب العمليتين الأخيرتين في غوش عتصيون".
وعلى هذا الحال ومثل هذه الأقوال تستمر المفاوضات بشأن الهدنة إلى ما لا نهاية، والعملية العسكرية فى الضفة الغربية تأخذ وتيرة أسرع وأكثر عنفا، وفي خلفية المشهد يقف أطفال غزة يبحثون عن ذويهم، وأمهات فى مخيمات النازحين، وعائلات تم محوها بالكامل من سجلات السجل المدني.