محافظ البحيرة: 80 مليون جنيه لإعادة إحياء مسار العائلة المقدسة بوادى النطرون

محافظ البحيرة: 80 مليون جنيه لإعادة إحياء مسار العائلة المقدسة بوادى النطرونالدكتورة جاكلين عازر

محافظات4-9-2024 | 16:18

تعد رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ذات أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى جميع شعوب العالم، كما تعد من التراث الديني العالمي الذي تتفرد به مصر عن سائر بلدان العالم، وبفضلها تبوأت الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية فى العالم.

وباركت رحلة العائلة المقدسة أرض مصر الغالية من خلال أكثر من بقعة في ربوعها المختلفة تحمل ذكراهم العطرة، حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقاً إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقصى صعيد مصر، وشهدت مسار رحلة العائلة المقدسة المرور على ثلاثة أديرة بمدينة وادى النطرون بمحافظة البحيرة، وهي أديرة الأنبا بيشوي، و دير السريان، و دير البراموس.

وأكدت محافظ البحيرة الدكتورة جاكلين عازر، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن محافظة البحيرة تولي اهتماما كبيرا بتطوير مسار العائلة المقدسة بوادى النطرون، لافتة إلى أن الدولة المصرية بذلت وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، جهودا كبيرة ومكثفة من أجل تهيئة المسار لوضعه على الخريطة السياحية.

وأوضحت أن تكلفة إعادة إحياء مسار العائلة المقدسة بوادي النطرون بلغت ما يقرب من 80 مليون جنيه، حيث تم رصف 24 كيلومترا بتكلفة 48 مليون جنيه، وإنارة 18 كيلومترا بتكلفة 2ر26 مليون جنيه، وتشجير 16 كيلومترا بتكلفة 6ر3 مليون جنيه، ووضع لوحات إرشادية بتكلفة 2ر2 مليون جنيه، وذلك لرفع كفاءة الطرق المؤدية للمسار.

من جهتها، قالت الباحثة والمحاضرة في التاريخ والآثار المصرية والإسلامية، الدكتورة شيرين رُحيم، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الديانات السماوية أكدت أهمية مصر، وكانت رحلة العائلة المقدسة واحدة من أقوى الشواهد على تلك المكانة، حيث قدست المناطق التي مرت فيها والتي تعد علامات حضارية وتاريخية وجزءا من التراث المصري الاستثنائي عالميًا، فهي تمثل فصلا مهما من فصول التاريخ المسيحي عامة والقبطي خاصة، لكونها أماكن يتبارك بها المسيحيون في مصر والعالم؛ لذلك يجب إحياء وتوثيق هذا المسار المقدس لوضعه على قائمة "اليونسكو" للآثار.

وأوضحت الدكتورة شيرين رُحيم، أن هذه الرحلة المقدسة تتضمن ثماني محطات، هي أهم المحطات التي مرت بها العائلة المقدسة، وهي ( جبل الطير - درنكة - سمنود - سخا - الفرما - تل بسطة - القاهرة - ووادي النطرون)، حيث تركت في كل مكان زارته أثرا ورواية توارثتها الأجيال وغدت موروثا ثقافيا ودينيا وتاريخيا ليس له مثيل في العالم.

وأضافت أن من بين هذه المحطات، أديرة وادى النطرون، حيث أضفى مرور الرحلة المقدسة على تلك الأديرة صفة التقديس في المسيحية، فتعد أديرة وادي النطرون من أوائل التجمعات الرهبانية المسيحية في العالم، وارتبطت ثلاثة أديرة همي الأنبا بيشوي، ودير السريان، ودير البراموس برحلة العائلة المقدسة في مصر، لافتة إلى أن هذه الأديرة تضم بين جنباتها العديد من الشواهد المعمارية واللوحات الفنية والعناصر المعمارية التي قلما نجدها في عمائر دينية مسيحية أخرى في العالم، كما تحتوي بعضها على مخطوطات ووثائق تاريخية قبطية بالغة الأهمية.

وأشارت إلى محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر، والتى بدأت بتل الفرما في شمال سيناء على طريق القنطرة العريش والذي كان ميناء مهما ومركزا للتجارة، واستراحت بها العائلة المقدسة عدة أيام، وبنيت بها العديد من الكنائس في القرن السابع قبل الميلاد باسم السيدة العذراء "مريم" تذكارا لزيارة العائلة المقدسة.

ولفتت إلى أن الرحلة استمرت حتى وصلت إلى بئر تل بسطا والذى يقع في محافظة الشرقية بجوار مدينة الزقايق، مرورًا بكنيسة الشهيد أبانوب والعذراء بقرية سمنود بمحافظة الغربية والتي نالت شهرة كبيرة، حيث إن العائلة المقدسة نزلت بها أثناء رحلتها ومكثت بها، كما مرت الرحلة على شجرة مريم التى تقع بمدينة المطرية حاليا، وهو ما منح المطرية كثيرا من الشهرة والصيت لتكرار ذكرها في الكثير من البلاد الغربية والشرقية لوجودها كإحدى المحطات للعائلة المقدسة.

وتابعت: استمرت الرحلة حتى كنيسة العذراء بـ "جبل الطير" جنوب سمالوط بمحافظة المنيا على الضفة الشرقية لنهر للنيل، والذي يوجد به المغارة التي مكثت فيها العائلة المقدسة، وفي بعض الكتابات يطلق على الجبل اسم "جبل الكف" نسبة إلى كف المسيح الذي انطبع على إحدى صخوره، عندما انهارت أمامه وأعادها بيده إلى مكانها وبقي أثر الكف على الصخرة إلى اليوم، لافتة إلى أن الكنيسة تزدحم بصورة كبيرة في شهري يونيو وأغسطس من كل عام والذي يواكب عيد مجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر وعيد نياحة العذراء.

وأضافت الدكتورة شيرين رُحيم إلى وصول العائلة المقدسة إلى جبل "قسقام" دير العذراء فى المحرق بمحافظة أسيوط، والذي يعتبر من أهم المحطات التي استقرت فيها العائلة المقدسة، ويشتهر هذا الدير باسم "دير العذراء مريم" بسبب تاريخه المجيد، وهو الموضع المقدس الذي طال مقام العائلة المقدسة فيه أكثر من غيره من الأماكن الأخرى لمدة ستة أشهر وعشرة أيام، ولذلك أطلق عليه بيت لحم الثاني.

وتعد آخر محطة في مسار رحلة العائلة المقدسة هي جبل "درنكة" بمحافظة أسيوط، ومنه بدأت رحلة العودة إلى فلسطين، ومن بين أهم المزارات في دير درنكة مغارة الجبل.

أضف تعليق