تستمر المباحثات بشأن عودة العلاقات بين سوريا وتركيا، إذ عقد مسؤولون من أنقرة ودمشق، لقاءً لبحث عودة العلاقات بين البلدين، والذي تم من خلاله تحديد جدول أعمال، مع إمكانية اقتراح موعد للقاء المرتقب بين الرئيسين.
وقال مصدر دبلوماسي عربي، لوسائل إعلام سورية محلية، إن "موسكو أنجزت بالفعل تحديد جدول أعمال اللقاء المرتقب الروسي التركي السوري الإيراني، وذلك في إطار التقارب بين أنقرة ودمشق"، مشيرًا إلى أن اللقاء المرتقب قد يكون في نهاية الشهر الجاري.
وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، خلال حديثه مع صحيفة "الوطن" السورية أن "أجندة جدول الأعمال تتضمن بالضرورة الإشارة إلى تسمية من هم الإرهابيون، وتحديد آلية للتعاون بين دمشق و أنقرة لمكافحة الإرهاب، إلى جانب تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية".
وأشار المصدر، إلى أن إعادة البحث في تعديل اتفاقية أضنة، والتي سبق وجرى طرحها كصيغة جديدة للتعاون السوري التركي المشترك لضبط أمن الحدود، "قد تكون أيضًا على جدول أعمال المباحثات المرتقبة".
وتتضمن اتفاقية أضنة الموقعة في 20 أكتوبر 1998، مسألة الأكراد وحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا في تركيا، ويتمحور نص الاتفاقية، حول ضرورة التزام سوريا على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، بعدم السماح بأي نشاط ينطلق من أراضيها بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا.
ولا تسمح سوريا بموجب الاتفاقية بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها، ولا تسمح لأعضاء الحزب باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة.
وصرح المصدر الدبلوماسي أن "النقاط المذكورة بحاجة لموافقة الأطراف المعنية، ولا سيما دمشق"، مؤكدًا أن "موسكو كانت حريصة على أن يكون انسحاب القوات التركية أهم بند في جدول أعمال أي مباحثات مرتقبة".
وفي السياق ذاته، أفاد المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي، عمر تشيليك، أول أمس الثلاثاء، أن الاتصالات على مستوى أجهزة الاستخبارات بشأن لقاء الرئيسين التركي والسوري مستمرة، لكن لا يوجد قرار محدد بعد، بحسب قوله.
وأكد "تشيليك"، في مؤتمر صحفي، أن "الاتصالات على مستوى أجهزة المخابرات حول لقاء الأسد وأردوغان جارية، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بعد".
وذكر: "لم نصل بعد إلى المستوى الذي سيجتمع فيه الوزراء، لذلك لم يتم اتخاذ قرار على مستوى القيادة بعد لدينا ولديهم.. وسيتم مناقشة الشروط على طاولة المفاوضات".
وأضاف: "وضع شروط متبادلة، هذا ما تعنيه المفاوضات.. أنت تتفاوض لإيجاد أرضية مشتركة.. سيتم تنفيذ الجدول الزمني لاجتماع القادة اعتمادًا على هذا النهج".
وكان أردوغان تحدث في وقت سابق عن إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، وأشار إلى عدم وجود أي عائق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدًا أن أنقرة لا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
وقال "الأسد"، في خطاب أمام مجلس الشعب (البرلمان) في أغسطس الماضي: "إن الوضع الراهن متأزم عالميًا، وانعكاساته علينا تدفعنا للعمل بشكل أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وبهذا تعاملنا مع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا والتي تقدم بها أكثر من طرف.. روسيا وإيران والعراق".
عُقد الاجتماع الأول لوزراء خارجية روسيا و تركيا وإيران و سوريا في 10 مايو العام الماضي في العاصمة الروسية موسكو، وبناء على نتائجه، وجّه الوزراء بإعداد مسودة خارطة طريق لعودة العلاقات بين تركيا وسوريا.