القرار السام لقطر بالانسحاب من «الاوبك»
القرار السام لقطر بالانسحاب من «الاوبك»
كتبت : بسمة المنزلاوي
نشرت وكالة بلومبرج الامريكية تقريرا عن خروج قطر من منظمة الدول المصدرة للبترول " الاوبك " معلنة عن الأسباب الحقيقية وغير المعلنة عن هذا القرار الذي أسمته الوكالة في تقريرها ب " القرار السام ".
وعن نتائج هذا القرار وتأثيره علي اسعار البترول العالمية وعلي مستقبل الاوبك جاء التقرير بعنوان Qatar to leave OPEC as politics finally rapture oil cartel بمعني مغادرة قطر من الاوبك لأسباب سياسية يمزق المنظمة
ويؤكد التقرير ان الأسباب الحقيقية الكامنة وراء القرار والغير معلنة هي أسباب سياسية في المقام الاول بسبب توتر العلاقات مع المملكة العربية السعودية وايضا لوجود ضغط أمريكي من الرئيس الامريكي دونالد ترامب وانتقاده المستمر للمنظمة مؤخرا
وقد أعلنت قطر اليوم قرار انسحابها من منظمة الدول المصدرة للبترول علي ان تنفذ هذا القرار في يناير القادم مع بداية العام الجديد ٢٠١٩ لتكون بذلك اول دولة من الشرق الأوسط وثالث دوله -بعد إندونيسيا والغابون تنفصل عن المنظمة منذ نشاتها في ١٩٦٠
ويقول التقرير ان قطر تمارس سياستها السامة في الشرق الأوسط لتمزيق التكتل العالمي الذي ظل صامدا علي مر عقود طويلة في مواجهة العديد من الحروب والأزمات.
ويذكر ان قطر عضو في المنظمة منذ عام ١٩٦١ وبينما أعلنت رغبتها في الانسحاب للتركيز في المستقبل علي انتاج الغاز الطبيعي باعتبارها المصدر رقم واحد عالميا في الغاز الطبيعي المسال وذلك وفقا لتصريح وزير الطاقة القطري والذي لم يذكر الأسباب السياسية الحقيقية وراء القرار وهي العلاقات السيئة مع السعودية وغيرها من الدول في المنطقة التي أدت الي حصار اقتصادي لقطر منذ العام الماضي والسبب الثاني هو الضغوطات الامريكية.
ولكن كيف سيكون تاثير هذا الخروج علي مستقبل الاوبك وعلي اسعار البترول العالمية في المستقبل القريب ؟.
يؤكد تقرير الوكالة الامريكية انه بالنسبة لتاثير هذا الخروج علي اسعار البترول فانه سيكون تاثير محدود للغاية وذلك بسبب ضعف حجم الانتاج القطري ونسبته الي اجمالي الانتاج العالمي
فقطر هي الدولة رقم ١١ من حيث حجم انتاج البترول في المنظمة ولا يتجاوز إنتاجها اكثر من ٢٪ من اجمالي الانتاج مما سيجعل تاثير خروجها محدودا للغاية.
واكد ان انفصالها لن يكون له اي تاثير علي قرار خفض الانتاج الذي يتم مناقشته هذا الاسبوع مع الدول المنتجه والمصدرة من داخل وخارج المنظمة وعلي رأسهم روسيا، وان كان القرار سيمثل ضربة لمنظمة دولية عريقة كانت دائما تركز أهدافها علي الفائدة الاقتصادية وتجنب الخلافات السياسية جانبا وقد استطاعت ان تتخطي العديد من الأزمات مرورا بحرب ايران والعراق في الثمانينات وغزو صدام حسين للكويت في بداية التسعينات وظلت المنظمة مستمرة والمنتجين متمسكين بعضويتهم وتعاونهم في وضع وتحديد السياسات البترولية وكان لها دائما التأثير الأكبر عالميا في تحديد اسعار البترول
ومن عامين تحديدا في ٢٠١٦ بدأ يزداد التعاون بين المنظمة والدول المنتجة غير الاعضاء في المنظمة علي رأسهم روسيا وأصبح لتلك الدول تأثير مباشر علي قرارات المنظمة مما بدا يؤثر علي ميزان القوي وعلي دور المنظمة المنفرد في رسم السياسات البترولية
ومن الجدير بالذكر ان انتاج قطر منخفض من البترول ولكن إنتاجها ضخم من الغاز الطبيعي.
وتنتج حوالي مليون برميل يوميا وهو أقل من عشر الانتاج السعودي والذي يصل الي ١٠ ملايين برميل يوميا وبعد اتفاق خفض الانتاج منذ عامين خفضت قطر إنتاجها بنحو ٣٠ الف برميل يوميا فقط وهو ما يمثل نحو ١،٧ ٪ فقط من اجمالي إنتاجها بينما يصل إنتاجها من الغاز الطبيعي الي نحو ٤،٨ مليون برميل يوميا مع وجود خطط لزيادته في المستقبل الي ٦،٥ مليون برميل يوميا
" عملاق الغاز " كما اسماها التقرير وأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم ويؤكد التقرير ان العلاقات داخل منظمة الاوبك كانت دائما متوترة والكثير من المحللين والمتابعين كانوا يتوقعون ان تتعرض المنظمة للانقسام في يوم ما.
وفي تاريخ الاوبك ثلاثة دول غادرو المنظمة إندونيسيا والغابون وقطر، حيث تعتبر الأخيرة أول دولة من الشرق الأوسط تنفصل عن المنظمة وهي اول دولة انضمت بعد الدول الخمس المؤسسة وهم ايران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا في ١٩٦٠ ويظل التأثير المتوقع لانفصالها محدودا للغاية وغير ذي أهمية في المستقبل القريب علي الاوبك او الاسعار العالمية للبترول