أقام اتحاد كتاب مصر برئاسة الدكتور علاء عبد الهادى، من خلال لجنة الترجمة برئاسة الدكتور أحمد الحسيسي، ندوة لمناقشة "علم الترجمة - أصوله وخلفياته"، أمس السبت، بمقر الاتحاد بالزمالك.
فى البداية رحب الدكتور أحمد الحسيسي بضيف الندوة الأستاذ الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس ووكيل الكلية الأسبق، واستعرض سيرته الذاتية ومؤلفاته ودوره في الجامعات المصرية والعربية والإيرانية والأوسمة والجوائز الحاصل عليها.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، ملقيا الضوء على التعريف بعلم الترجمة وأهميته وأنواع الترجمة ومفهومها وأصولها وما يجب على المترجم تجنبه ومراعاته، والفرق بين الترجمة المباشرة وغير المباشرة، مؤكدا أنه لو لم تكن الترجمة علما هاما ما وجدنا جامعات عظيمة تفتح كليات للغات والترجمة أو تنشئ أقساما أو تدحل الترجمة في كل العلوم العملية والنظرية، مشددا على أهمية الاهتمام الخاص بعلم الترجمة وإعادة النظر في منهجه وآلياته.
وأشار عبد المؤمن إلى عدة نقاط هامة يجب مراعاتها فى الترجمة، فى مقدمتها أن علم الترجمة يحتاج إلى دراسة جادة، فهو ليس مجرد نقل من لغة إلى أخرى.
وأوضح عبد المؤمن الفوائد المشتركة بين المترجم والقارئ، والتي تُعَد المعرفة الواسعة هي أكثرها أهمية، مشيرا إلى المواد ينبغي أن تدرس في علم الترجمة.
ولفت الدكتور "عبد المؤمن" إلى أن ربط الترجمة بالشخصيات صاحبة النص يرفع فائدتها، وأن خلفيات موضوع الترجمة أساس لدعم الموضوع، وقراءة الموضوع عدة مرات قبل الترجمة يساعد على فهمه جيدا ومعرفة مضمونه ورسالته، كما أن معرفة أسرار النص تسهم في ترجمة المصطلحات واستقراء النص.
وأكد الأستاذ الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، أن الترجمة نوعان: ترجمة على الورق وترجمة باللسان، ومفهوم الترجمة يكمن فى كونها نقل معاني النص من لغة الى أخرى، ومن ثم فالمترجم أمين على أن يوصل ما يريد صاحب النص إيصاله للقارئ، ويمكن للمترجم إبداء الرأي في هامش الصفحة، وضرورة تدريس خلفيات الترجمة ومنها: شخصية الكاتب وسيرته وبيئته وأصله وأصل ما يقصده من عنوان الكتاب.
وشدد ضيف الندوة على الشروط الواجب مراعاتها عند الترجمة إلى العربية، وذكر منها أنه ينبغي أن يكون أسلوب الترجمة متناغم مع قدرة القارئ على الاستيعاب، وأن يدرك المترجم إمكانية استفادة الدولة والقارئ مما ورد في النص، ومن ثم يتجنب أن تؤدي الترجمة إلى فهم غير صحيح للنص فيؤثر ذلك على العلاقات و التفاعلات مع الكاتب أو دولته، وأن يراعى المترجم الفرق بين الكاتب الغربي والكاتب الشرقي من حيث التعمق في التوجيه إلى مبادئ معينة أو سياسات معينة أو نقد مغرض، وتجنب المترجم حرفية النقل من النص خاصة مع الاستعانة بالقاموس، لافتا إلى ضرورة إدخال مادة خلفيات الترجمة في المدارس والكليات والأقسام المعنية بالترجمة، وأن هناك فرق بين الترجمة المباشرة وغير المباشرة، وعلى المترجم أن يكون وطنيا في عمله فلا يقع في فخ الكاتب الذي يسيء إلى بلده.
وفى ختام الندوة تم فتح باب المناقشة، ووجه الدكتور الحسيسي الشكر لضيف الندوة على هذا اللقاء الثري والذى أضاف الكثير من المعلومات للسادة الحضور، وقدم له شهادة مشاركة من نقابة اتحاد كتاب مصر، تقديرا لجهود الضيف في إثراء حركة الترجمة .