تطوير الامتحانات لتكتمل القرارات (3-3)

تطوير الامتحانات لتكتمل القرارات (3-3)بهاء زيتون

الرأى8-9-2024 | 14:14

لكي تؤتي القرارات التي اتخذها وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف ، ثمارها وتحقق الأهداف المرجوة منها.. فإن الأمر يستلزم ضرورة أن يتبعها الوزير بقرار آخر مكمل لهذه القرارات.. بإعادة النظر في منظومة الامتحانات .

فقد كانت نتائج التجارب السابقة التي شهدتها منظومة الامتحانات في الـ 10 سنوات الأخيرة قاسية ومريرة ومشاكل لا أول لها ولا آخر، وخاصة بامتحانات الثانوية العامة .. حيث أكدت التجارب أن أداء الامتحان بالتابلت أو عبر الورقة الامتحانية ( البوكليت )، أو ( البابل شيت ) ســـاعد الطلاب علي استحداث وابتكار وسائل جديدة للغش الفردي والجماعي.. وبـ "البلدي كده"، فإنها ساعدت علي سهولة الغش.. حتي وصل الأمر بأن وجدنا لجانا بأكملها تخطت درجات طلابها نسبة 98%، ثم رسوبهم حين تم التحاقهم بكليات الطب أو إحدي كليات القمة التي لا تتناسب مع قدراتهم.. وتركوها مكرهين مجبرين وقدرات تناسب قدراتهم لأن المجاميع التي حصلوا عليها بالغش.

كما أثبتت التجارب أيضا فشل نظام التقويم عبر الورقة الامتحانية ( البوكليت ) و( البابل شيت ) القائم علي أسئلة الاختيار من متعدد في التفريق بين الطالب المتميز والعادي أو الحكم علي قدرات الطلاب التحصيلية حيث أخرجت نتائج غير معبرة عن القدرة الحقيقية للطلاب.

وهو أمر خطير.. يلزمنا بضرورة إعادة النظر في منظومة الامتحانات وخاصة للثانوية العامة.. وضرورة تغيير نوعية الأسئلة التي تتضمنها الورقة الامتحانية أيضا،وحتي لو اضطرنا الأمر للعودة لنظام الورقة الامتحانية التقليدية، والتي أفرزت عناصر ونخبا ممتازة.. وبالعودة للأسئلة المقالية والأسئلة التي تكشف عن قدرات الطالب المجتهد.. والتقليل بقدر المستطاع من أسئلة (الصح والخطأ) والاختيار من متعدد.. وأن يكون لها أدني وأقل الدرجات بعد أن فشلت في الاعتماد عليها في التفريق بين الطالب المتميز والعادي وعدم قدرتها علي تحديد مستوي الطلاب التحصيلي.

وعلينا أن نعرف أنه من الصعب منع الغش الجماعي والفردي ظ، إذا استمرت الامتحانات بوضعها الحالي.. وأن استمرارها بالوضع الحالي سيؤدي إلي انهيار المنظومة التعليمية والأخلاقية.. ولن يكون هناك أي فائدة أو جدوي للقرارات الجديدة، التي اتخذها الوزير بخصوص الثانوية العامة والمرحلة الابتدائية.

لذا.. فإننا نطالب الوزير أن يستكمل قراراته التصحيحية بقرار آخر عاجل وسريع بإعادة النظر في منظومة الامتحانات، وخاصة للثانوية العامة بالعودة للورقة الامتحانية التقليدية.. والأسئلة المقالية، وكذلك الأسئلة التي تكشف عن قدرات الطالب الحقيقية والتقليل بقدر الإمكان من أسئلة الصح والخطأ.

ومن محاسن الصدف أن لدينا مركزا قوميا للامتحانات والتقويم التربوي، يمكن الاستفادة منه في هذا الأمر وتصحيح مسار منظومة الامتحانات.

أضف تعليق