الصفعات تتوالي علي رأس نتنياهو ، عمليات المقاومة تشتعل في الضفة، وتحقق تقدما نوعيا، وتثير المخاوف داخل الكيان الصهيوني ، ولندن تصدر قرارا بتعليق رخص تصدير سلاح سلاح لإسرائيل، وقد يكون القرار في حد ذاته ذرا للرماد في العيون، غير أن تعليق تصدير السلاح مؤشر علي تغيير البوصلة الغربية تجاه سياسة إسرائيل التعسفية، خاصة ما يجري من تغييرات جذرية في توجهات الرأي العام الغربي، ويوجه اللوم إلي الصهيونية وداعميها، ثم ينتفض الشارع الإسرائيلي عن بكرة أبيه عقب مقتل الأسري الستة الإسرائيليين في نفق بـ غزة ، وتطالب أهالي الأسري بسرعة عقد اتفاق صفقة وقف إطلاق النار .
وصاحب انتفاضة الشارع الإسرائيلي دعوة "الهستدروت" للإضراب العام في جميع مناحي الاقتصاد، ولكن تقضي محكمة العمل في تل أبيب بوقف الإضراب، والأمر برمته يقلب الطاولة علي نتنياهو وحلفائه المتشددين في حكومته أمثال بن غفير وسموتريتش، ومن جهة أخري اشتعال أحداث الشغب في بريطانيا خلال الفترة السابقة وجهت أصابع الاتهام إلي الحركة الصهيونية بلندن، وأول من يفك طلاسم الاتهام البروفيسور "ديفيد ميلر" أستاذ علم الاجتماع السياسي، وأعلن علي حسابه علي منصة "إكس" أن المحرض الرئيسي لأعمال الشغب هو "ستيفن باكسلي لينون"، ويعمل لصالح إسرائيل من خلال رئاسته لحركة "رابطة الدفاع الإنجليزية".
وأعادت تسميتها من جديد بعد عامين باسم "رابطة الدفاع الإنجليزية اليهودية"، وتصنفها الشرطة البريطانية كمنظمة إرهابية صهيونية، تمارس أعمال البلطجة ضد المسلمين في إنجلترا، ويحض زعيمها روبنسون جماعات من اليمين المتطرف للهجوم علي مساجد وفنادق يقيم فيها طالبو اللجوء من المسلمين, ويحذر "كير ستارمر" رئيس الوزراء البريطاني الجديد المحرضين لأعمال البلطجة، هذا برغم أن زوجة ستارمر رئيس الوزراء يهودية، إضافة إلي آرائه السابقة الداعمة للكيان الصهيوني، ويتوعد مثيري الفتن بالندم ووجه الاتهام بشكل صريح إلي منظمة إسرائيلية.
ووفق مراقبين فإن تحريض الحركة الصهيونية الإنجليزية لإثارة الشغب يعود لاحتجاجات وانتقادات الملايين من شعوب الغرب ضد السياسة العنصرية للصهيونية وعمليات الإبادة لسكان قطاع غزة، ويبدو الأمر تخطي هذه الفرضية وأن تحريضها جاء رد فعل عقب تلميح ستارمر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أفصح ديفيد لامي أحد مسئولي حزب العمال عن رغبته في تنفيذ مذكرة اعتقال بنيامين نتنياهو في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارا بالقبض عليه، فضلا عن تصريح وزير خارجية الظل في حكومة حزب العمال عن التزامها باعتقاله، طوفان الأقصي بلا شك أثرت سلبا في عضد الكيان المزعوم، رغم ما خلفته من شهداء تجاوزوا الأربعين ألفا إضافة إلي عشرات الآلاف من المصابين، لكن كل خطوة للأمام في عودة الحق لأصحابه تستحق ثمنا ضخما، وفي النهاية الصفعات تمهد الطريق لعقد الصفقة.