لماذا تحرصون على الذهاب إلى سيوة أنت وأصدقاؤك في السنوات الأخيرة؟.. هذا السؤال تكرر طرحه في مواجهتي كثيرًا.
وكانت إجابتي المباشرة والفورية أن سيوة جزء عزيز من الوطن، ويجب أن نعرف وطننا، ولا يجوز أن نطوف العالم، ولا نزور أماكن مميزة في بلادنا يأتي إليها الزوار من كل فج عميق!
ثم إن الحياة خيارات، فالبعض يذهب لـ الساحل الشرير، وآخرون للطيب، أما نحن فقد وقعنا في غرام سيوة بعد أن زرناها أول مرة من عدة سنوات.
وأصل الحكاية أن العظم وهن وشاب الشعر، ودخلنا في مرحلة شكاية الجسم وألم النفس، ونصحنا أصحاب الخبرة بالذهاب إليها، حيث الطبيعة البكر والهواء النقي، إلى جانب العلاج الشعبي الطبيعي، بدون جراحات ولا أدوية كيماوية، فالعلاج لألم العظام أو الأمراض الجلدية يعتمد على الملح أو الصدمة الحرارية، والأولى تتم على مرحلتين تبدأ بالنزول إلى بركة الملح، وهي بركة طبيعية تتميز بالملوحة الشديدة لمياهها الغنية بجميع العناصر التي يحتاجها الجسم لتجديد خلاياه.
والمرحلة الثانية بالاسترخاء في كهف الملح الصخري لسحب الطاقة السلبية من الجسد والأفكار السيئة من العقل!
أما الصدمة الحرارية، فتتمثل بالدفن في الرمال الساخنة كما ولدتك أمك تترك كل ما عليك أو لك وتعود لبدايتك الأولى، والمهم أن تتحمل تلك الصدمة المفاجئة وخاصة اللسعة الحرارية الأولى، وأن تتحمل البقاء على هذا الوضع لمدة ثلث ساعة على الأقل مع ضرورة تكرار الدفن لثلاثة أيام متتالية، بعد ذلك يمكنك الخضوع لعملية التدليك بزيت الزيتون، ثم الحجامة لتنقية الجسد من الدماء الفاسدة والخلايا الميتة.
هذا جانب العلاج، أما الزيارات فلديك معبد التنبؤات، وعين كليوباترا، وقلعة شالي، والأهم هو الدردشة واجترار الذكريات مع صحبة السفر المنتقاة!
نعم سيوة واحة جميلة ممتعة، فضلا عن أنها مركز علاج طبيعي، أثبت نجاحاته محليًا وعالميًا، ونعم أيضا إنها دخلت دائرة الاهتمام الحكومي والرئاسي مؤخرًا، ولكن تظل مشكلة الوصول إليها قائمة ومرهقة بسبب طول المسافة (800 ك) من القاهرة، وبسبب بطء عمليات رصف وإصلاح الطريق الموصل من مطروح إليها.
ولا أفهم لماذا لا يكون هناك طريق مختصر يربطها بالقاهرة مباشرة، بدلاً من هذه اللفة الطويلة، خاصة أنها تتعامد مع البحر المتوسط بمسافة 300 ك، أي إنها تكون على مسافة مئات الكيلومترات غربا من مدينة 6 أكتوبر، أو يمتد طريق الواحات إليها.