قبل أسبوعين اثنين فقط كان مستحيلا أن يصدق أحد أن فرنسا ستشرب من نفس الكأس التى شربت منه دول الربيع العربى!.. حتى أشد المتشائمين كان صعبا عليهم التنبؤ بأن المظاهرات ستندلع فى باريس عاصمة النور وبعض المدن الفرنسية.. وأن شوارع العاصمة الفرنسية ستعمها الفوضى وتسال فيها الدماء.. وأن المحال الباريسية الأنيقة ستتعرض للسرقة والنهب.. وأن روائح العطور الفرنسية الشهيرة ستتطاير ليحل محلها دخان قنابل الغاز!
وكيف يمكن أن يصدق أحد أن دولة مثل فرنسا التى تحتفظ بمقعد متميز داخل مجلس إدارة العالم!.. فرنسا التى زعموا أن أى مظاهرة تخرج فى شوارعها تكون أكثر انضباطًا من أى وحدة عسكرية..
كيف يمكن أن نصدق أن دولة بهذه المواصفات تندلع فيها مظاهرات عنيفة يسقط فيها قتلى وجرحى وتحرق فيها إطارات سيارات وتلقى فيها الحجارة على قوات الشرطة التى تقوم بمطاردة المتظاهرين وتلقى القبض عليهم وتزج بهم فى السجون!
كيف يمكن أن نصدق أنه سيأتى يوم يخلع فيه المتظاهرون ملابسهم ويطوفون الشوارع عرايا يدمرون ويحرقون ويهتفون بأعلى صوت.. ارحل يا ماكرون.. يسقط يسقط حُكم الرئيس.. مش حانمشى هو اللى يمشى (!!!)
صحيفة لوفيجارو.. أشهر الصحف الفرنسية وصفت المظاهرات أو حركة السترات الصفراء كما يطلق عليها بأنها حركة مخربة ومثيرة للشغب وقالت إن المظاهرات تسببت فى إتلاف المعالم الأثرية والتراثية الأهم على الإطلاق، بالإضافة إلى تخريب عدد من التماثيل التى تعود لقرون من الزمان والتى تعبر عن أشهر رموز البلاد والتى يرجع تاريخها إلى عام 1836 والموجودة فى الدائرة الثامنة بالعاصمة باريس.
حتى قوس النصر الشهير الذى يعد واحدًا من أشهر معالم باريس.. لم يسلم من المتظاهرين الذين قاموا بتشويهه والصعود فوقه!
وتسأل.. ماذا جرى لكى يجرى كل الذى جرى؟!
وتعرف أن السبب "نصف يورو".. مجرد زيادة فى سعر البنزين نصف يورو.. ومن أجل ذلك احتج حوالى 100 ألف سائق لكنهم بمرور الوقت تحولوا من متظاهرين إلى مخربين بعد أن انضم إليهم من هم أكثر منهم من الغاضبين!
هل يمكن أن تكون هذه الزيادة فى سعر البنزين هى سبب كل هذا الخراب.. ممكن.. لكن هناك فى الحقيقة خبراء ومحللون ومتخصصون يقولون أبدا مستحيل.. مستحيل أن يكون ذلك هو السبب.. وإنما هم الإخوان المسلمين (!!)
اسمع يا سيدى!
يوجد فى فرنسا كيان اسمه اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسى والذى يديره ويشرف عليه جماعة الإخوان المسملين الدولية.
اسمع كمان!
تضم فرنسا 1400 ضاحية منها 200 ضاحية لا تستطيع الشرطة الفرنسية الدخول فيها.. هذه الأحياء الحصينة يسكنها تقريبًا من 7 إلى 8 ملايين نسمة.. ليسوا من الفرنسيين وإنما من المسلمين المهاجرين من الجزائر وتونس ومصر وتركيا.. ومعظم هؤلاء يعملون تحت عباءة اتحاد المنظمات الإسلامية.. والذى يعمل بدوره تحت عباءة الإخوان كما ذكرت.
هل تريد أن تعرف أكثر.. تفضل!
يمتلك اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا 450 منظمة مهمتها تجنيد الشباب من المهاجرين والأفارقة.. وقد خرج من هؤلاء بالفعل وفيما بعد قنابل موقوتة!
أما جماعة الإخوان نفسها فلديها 2200 مسجد فى فرنسا بالإضافة إلى 2500 مدرسة.. كلها تعمل فى خدمة الجماعة.. وكلها تقوم بتدريس منهج الجماعة وكتب سيد قطب ورسائل حسن البنا.. ومهمتها الوحيدة تخريج أجيال لا تعرف غير الولاء للجماعة!
وتفهم أكثر عندما تعرف أن اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا أصدر بيانا لا يتحدث عن تهدئة الشارع وإنما يطالب الشرطة بضبط النفس وعدم استخدام العنف مع المتظاهرين.
ويمضى الخبراء والمحللون والمتخصصون خطوة أبعد فيؤكدون أن جماعة الإخوان استخدمت خبرتها ومواهبها فى تحويل مظاهرة احتجاجية قام بها حوالى 100 ألف سائق إلى شغب وفوضى وتدمير وحرق.. ثم كعادتهم دفعوا المتظاهرين لزيادة سقف مطالبهم والمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس الفرنسى ماكرون!
هل تصدق أن الإخوان المسلمين يفعلون ذلك كله؟.. هل تصدق أنهم يريدون إطفاء عاصمة النور؟!.. أرجوك لا تصدق (!!!)
يقول الفيسلوف الألمانى الشهير نيتشه: كن رجلا ولا تتبع خطواتى.. والمعنى لا تصدق كل ما أقوله.. فكر وتأمل واختلف وحاول بعد ذلك أن تصل إلى الحقيقة.
هل تريد أن تعرف الحقيقة؟.. فقط دعنى أساعدك.. لكن عليك أن تفكر وتتأمل وتصل بنفسك إلى الحقيقة.
بهذا المنطق أقول لك إن جماعة الإخوان المسلمين الدولية تسعى بقوة لإعادة نظام الخلافة الإسلامية.. وقد اختارت تركيا لرئاسة نظام الخلافة القديم من جديد.. وبالطبع فإنها تحلم وتسعى لتحويل أوروبا إلى جزء من هذه الخلافة.. ولأن فرنسا هى مفتاح أوروبا فقد بدأ منها الاحتقان (!!!)
وأقول لك أيضا إن الصحف الفرنسية لا تتوقف عن مطالبة ماكرون بالبحث عن أموال الجماعة فى فرنسا وهو ما يعنى المطالبة بالتضييق على الجماعة.
فى نفس الوقت كشفت مصادر قريبة من الإليزيه أن الرئيس الفرنسى ماكرون كان على وشك البدء فى اتخاذ إجراءات تدريجية لحصار الإخوان فى فرنسا.
المشكلة أن ماكرون سعى قبل انتخابه رئيسا للجمهورية إلى كسب أصوات المهاجرين المسلمين الموجودين داخل فرنسا.. وهو ما فهمه الإخوان على أنه مقدمة للتحالف معهم.. لكنه من وجهة نظرهم خانهم وبدأ يسعى لتنفيذ خطة تستهدف السيطرة الكاملة على عقيدة المنظمات الإسلامية فى بلاده وعلى التدفقات المالية الواردة إلى تلك المنظمات.
الحقيقة أيضا أن الحكومة الفرنسية نشرت بالفعل خطتها الجديدة المكونة من 60 بندًا لمواجهة التطرف الإسلامى وتنفيذ استراتيجية جديدة لمكافحة انعدام الأمن فى ضواحى المدن الفرنسية التى يسيطر عليها المهاجرون الإسلاميون!
ثم اسأل روحك.. ما معنى الأخبار التى تتحدث عن امتداد مظاهرات الغضب إلى دول أخرى فى أوروبا.. هل السبب هو زيادة سعر البنزين أيضا؟!
الأنباء تتحدث عن أن حراك السترات الصفراء امتد إلى هولندا وأن هناك مظاهرات اندلعت بالفعل فى عدد من المدن الهولندية وعلى رأسها لاهاى.
الأنباء تؤكد أن المتظاهرين فى مدينة لاهاى قاموا بحصار البرلمان الهولندى مما دعا الشرطة الهولندية إلى إغلاق البرلمان.
مظاهرات السترات الصفراء لم تقتصر فقط على فرنسا وهولندا وإنما من الواضح أنها على وشك أن تمتد إلى بروكسل وبرلين ولندن.
ماذا يعنى ذلك كله؟.. فكر وتأمل واسأل نفسك.. هل تشم رائحة الإخوان المسلمين؟