لا تزال شمال فيتنام تعاني من آثار الإعصار "ياجي"، إذ ظلت أجزاء من العاصمة هانوي مغمورة بالمياه، الخميس الماضي، فضلًا عن مقتل نحو 226 شخصا، إضافة إلى إصابة نحو 800 آخرين، وأكثر من 125 شخصًا في عداد المفقودين، بسبب الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية.
واضطر المواطنون في منطقة تاي هو بهانوي لاستخدام قوارب صغيرة للتنقل، وأغرق الإعصار أكثر من 200 ألف هكتار من حقول الأرز والمحاصيل النقدية في البلاد.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية في فيتنام، إنه لن يكون هناك تغيير كبير بمستويات المياه في نهر ريد، خلال اليوم التالي، واضطر الآلاف إلى الإخلاء مع ارتفاع منسوب النهر إلى أعلى مستوى له منذ 20 عامًا.
وذكر "هوانج فان تي" لوكالة "رويترز"، في إقليم تاي نجوين، إذ بدأت الفيضانات تنحسر في بعض الأجزاء "لم أتصور قط أن منزلي قد يغرق تحت الماء بهذا العمق. ملابسي وأثاثي كلها تحت الماء".
وأضاف: "كانت هناك أشياء كثيرة تطفو حولي أيضًا، لكن لحسن الحظ أغلقت الأبواب حتى لا يجرف الماء شيئًا"، وذكرت وكالة أنباء فيتنام أن في إقليم لاو كاي اجتاح فيضان مفاجئ قرية نو، الثلاثاء الماضي، وأسفر الفيضانات عن مقتل 46 شخصًا واختفاء 55 آخرين.
وأثر الإعصار على إقليمي هايفونج وكوانج نينه، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتوقف الإنتاج في المصانع. وترسل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة مساعدات إلى فيتنام.
ومن جانبها، تعهدت بيني وونج، وزيرة الخارجية الأسترالية، اليوم الخميس، بتقديم 3 ملايين دولار أسترالي (1.7 مليون يورو) لفيتنام، لتقديم الإغاثة الإنسانية والإمدادات الطارئة وغيرها من الخدمات الأساسية.
وقالت وكالة إدارة الكوارث في البلاد: "تسببت مستويات المياه المرتفعة في غمر ضفاف النهر والمناطق المنخفضة، وتآكل السدود وهددت أجزاء من هانوي وغيرها من المقاطعات الشمالية".
ونشرت الصحيفة الفيتنامية أنه واصل مئات من أفراد الإنقاذ عملهم، أمس الأربعاء، للبحث عن ناجين، ولكن حتى صباح اليوم الخميس، ظل 53 قرويًا في عداد المفقودين، بينما عثر على 7 جثث أخرى، ما رفع حصيلة القتلى هناك إلى 42 قتيلًا.
وقالت السلطات في البلاد، إن 300 جندي و359 مسؤولًا محليًا شاركوا في جهود البحث والإنقاذ. وانهار جسر في إقليم فو ثو، الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل العشرات الذين كانوا على الجسر في مركبات.
كان إعصار "ياجي" الذي ضرب اليابسة، السبت الماضي، أقوى إعصار يضرب الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا منذ عقود، وبلغت سرعة الرياح المصاحبة له 149 كيلومترًا في الساعة.
وعلى الرغم من ضعفه، الأحد الماضي، استمرت الأمطار الغزيرة وظل منسوب الأنهار مرتفعًا بشكل خطير، كما تسببت الأمطار الغزيرة في إتلاف المصانع بالمراكز الصناعية في شمال فيتنام التي تركز على التصدير