مشكلتكِ الكُبری هي أنكِ نضجتي باكرًا، تذوقتي مرار الخذلان من أقرب الناس في الوقت الذي كان يجب عليكِ أن تُمارسي حياة سطحية كالاخريات .. هم كانوا يتحدثون في شئون الموضه وأحدث صيحاتها وأنتِ كنتِ تحاولين الهروب من الاكتئاب وآلامه، كانوا يهتمون بزينة وجوههم وملابسهم بينما أنتِ كنتِ تعتنين بعقلكِ بالقراءة والموسيقی والفنون، كانوا يمارسون قصص الحب وأنتِ تهربيين منها بعد أول وجع أصاب قلبكِ بسببها .. كنتِ تزرعين الورود في قلوبهم رغم توجيههم بنادق الشك واليأس تجاهكِ، وهم يتهمونكِ باللامبالاة والكآبة وتعظيم الأمور التافهه، بالطبع هم لم يبكوا يومًا أمام التلفاز علي افلام الرسوم المتحركه، لم يصابوا بالحزن بسبب موت قطتهم او كلبهم، لم يتأثروا بفراق صديقة أو هجر حبيب أولي، لم يهتموا بكل هذا يومًا لذلك يتهمونكِ بفرط الإدراك والكآبة ..
عزيزتي التي صنعتها الأحزان وأصقلتها، تلك الفتاة التي تهتم لجمال قلبها وكمال عقلها أكثر من آي شيء، من عانقتها الأحزان باكرًا وصفعها خذلان الاهل وهجر الاحَبه مرارا؛ كوني كما أنتِ فأنت المرأة الأجمل والأكمل في كل العصور.