" غزة "

" غزة "حاتم فاروق

الرأى15-9-2024 | 14:24

وقود الانتخابات الأمريكية قبل ستة أسابيع فقط من تسمية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتخب، نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رفع وتيرة حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة و الضفة الغربية ، مستغلاً في ذلك عدم تدخل الإدارة الأمريكية لوقف التصعيد الخطير في الأراضي المحتلة، خوفا من خسارة أصوات الناخبين اليهود الأمريكيين.

نتنياهو أو «بيبي» كما يطلق عليه زعماء الإدارة الأمريكية، أيقن أن الوقت أصبح مناسبا للضرب بكل قوة لقتل المزيد من المدنيين في غزة و الضفة الغربية ، دون رادع من المجتمع الدولي، الذي أصبح عاجزًا علي مواجهة خطط الكذب والخداع التي ينفذها لتصفية القضية الفلسطينية ، الخروج الآمن من قضايا الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة المتهم فيها قبل نشوب الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

وقبل الجولات الأخيرة من الانتخابات الأمريكية، سلك «بيبي» طريق الضغط علي الحزب الديمقراطي بقيادة كامالا هاريس ، من خلال رفع وتيرة حرب الإبادة وقتل المدنيين في غزة و الضفة الغربية من ناحية، الهجوم علي مصر ودورها في عقد صفقة تبادل الأسري ووقف إطلاق النار من ناحية أخري، والهدف هو إنهاء حقبة الحزب الديمقراطي في البيت الأبيض، والوصول بالجمهوريين بقيادة دونالد ترامب إلي الرئاسة الأمريكية، «بيبي» يدرك جيدًا أن فوز الديمقراطيين بالرئاسة الأمريكية يعني حتما نهايته السياسية، لذا يسعي بقوة لمساعدة ترامب علي الفوز بأصوات الناخبين اليهود في أمريكا، في الوقت الذي تظهر فيه هاريس «ضعيفة» أمام الرأي العام الأمريكي، فهي لا تقوي علي انتقاد «بيبي» علنا وبالتالي خسارة الأصوات اليهودية أو تتجاهل أفعاله الإرهابية تجاه الشعب الفلسطيني وتصعيد التوتر بالمنطقة وهو ما يجعلها تخسر أصوات العرب والمسلمين في الولايات الرئيسية.

وفي المقابل، يعلم ترامب جيدًا حقيقة اللعبة الحقيرة التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي في مساعدته للفوز بمقعد الرئاسة، حيث ينتظر «بيبي» المكافأة من الحصان الذي راهن عليه في الانتخابات الأمريكية لينجو من الإدانة من قضايا الفساد والرشوة، بل والفوز بحقبة جديدة من رئاسة الحكومة الإسرائيلية علي حساب شعبه الذي فقد أسراه في غزة وخسر أكثر من 70 مليار دولار، هي التكاليف المباشرة للحرب علي غزة حتي الآن، وعجزت الموازنة العامة للمرة الأولي في تاريخ إسرائيل بنحو 41 مليار دولار. معادلة صعبة صاغها ونظم أطرافها بخبث شديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، والضحية هو الشعب الفلسطيني في غزة، الذي أصبح بعد مضي عام علي بداية الحرب وقودًا للانتخابات الأمريكية.

أضف تعليق