تحتفل البلاد والعباد بـ المولد النبوى الشريف فى 12 ربيع أول من كل عام هجرى طبقا للمذهب السنى، وفى 17 منه طبقا للمذهب الشيعي !
ليس هذا هو الخلاف الوحيد حول تلك الذكرى المحببة لسيد الخلق، فقد قرأت للبعض أنها "بدعة"، وقد لا يعلمون أن الفاطميين هم أول من احتفلوا بمولد الرسول، كان الاحتفال مقصورًا على الصلاة الجامعة بـ الجامع الأزهر ثم توزيع الحلوى على من حضر.
وفى الدولة الأيوبية كان أحد قواد صلاح الدين الأيوبى ، وهو الملك المظفر زين الدين – حاكم أربيل بشمال العراق – هو من احتفل بالمولد بشكل منظم وعلى مدى عدة أيام.. واستمرت الأمة الإسلامية تحتفل به كل عام.
وفى العام الماضى أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا أوضحت فيه أن الاحتفال بذكرى مولد النبى، هو إظهار للفرح، حيث يتجمع الناس على الذكر والإنشاد فى مدحه والثناء عليه، وتقديم الطعام - كصدقة - للغرباء والمحتاجين.
وكلها مظاهر تكشف عن تعظيم واحتفاء وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
والسؤال للأخوة المُتزمِّتين: كيف لا نحتفى بذكرى مولد "الكريم"، الذى أخرج أهله وقومه وذريتهم إلى يوم الدين من الظلام إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان؟.. أوَلَم يترك لنا ما إن تمسكنا به "لن نضل من بعده أبدا"، كتاب الله وسُنّة رسوله.
وكيف لا نحتفل وقد وصف بأنه..
أحسن منك لم تر قط عينى..
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب..
كأنك قد خلقت كما تشاء
هكذا وصفه الشاعر الكبير حسان بن ثابت، فى همزيته الشهيرة، التى "عارضها" أمير الشعراء أحمد شوقى بهمزية أخرى يقول فى مطلعها:
ولد الهدى فالكائنات ضياء..
وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله؟..
للدين والدنيا به بشراء
حبيبى يا رسول الله.. نحن على العهد قائمون؛ برسالتك مؤمنون، وبربك موحدون، وبالمنجيات الخمس حافظون..، وعلى هداك مستمرون، فاشفع لنا.. يا خير الشافعين.
لقد نشأنا على ما رأينا عليه السابقين.. من حب الرسول الكريم والاحتفال بمولده الشريف، وأعتقد أن "الليلة الكبيرة" للعبقرى صلاح جاهين خير تعبير عن الحب القلبى والعفوى لأبناء البلد المخلصين لله ولرسوله.
كنا صغارا وكنا نتسابق فى خدمة مولده، ولا يزال أهلنا فى القرى والنجوع يحتفلون بالذكر والإنشاد وإطعام الغرباء والفقراء، فكيف يكون ذلك بدعة؟، وقد توافقت عليه الأمة من مئات السنين.