أقراص الحلوى المتنوعة، العرائس الملونة، وأحبال الزينة المتلألئة تملأ المكان بالفرح، لتعيد إلى ذاكرتي مشهد أبي وهو يعود من عمله حاملًا بيديه عروسة حلوى لي وحصانًا لأخي، احتفالًا بالمولد النبوي الشريف. كانت تلك اللحظات مليئة بالسعادة، حيث كنا أنا وأخي نقضي ساعات نحدق في تلك العرائس ونلعب بها بحذر، نأمل أن تنكسر قطعة صغيرة منها لنتذوق حلاوتها.
وفقًا لما ذكره حسن السندوبي في كتابه "تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي"، كان الفاطميون هم أول من أطلق فكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك في منتصف القرن الرابع الهجري، حيث جعلوا هذا الاحتفال عيدًا عامًا في مختلف الدول الإسلامية، وكانوا يعدون الحلوى ويوزعونها مع الصدقات.
كما كان هناك موكب قاضي القضاة، الذي يحمل أطباق الحلوى إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة.
بالإضافة إلى ذلك، ابتدع الفاطميون العديد من الاحتفالات الدورية الأخرى التي أصبحت من مواسمهم، وأولوا اهتمامًا كبيرًا بإحياء المواسم والأعياد التي كانت معروفة قبل الإسلام.