كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة قوية بين الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال في سن مبكرة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة في مرحلة البلوغ وما بعدها.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت في مجلة "Brain, Behavior, and Immunity" العلمية، أن التعرض للإهمال والإساءة والحرمان في الطفولة يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية على المدى الطويل، وأن صدمات الطفولة تترك ندوباً صحية عميقة يستمر تأثيرها على الإنسان طوال حياته.
وقال مدير مختبر تقييم الإجهاد والبحث في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، الدكتور جورج سلافيتش، إن الإجهاد الناتج عن هذه الصدمات يلعب دوراً رئيسياً في تدهور الصحة الجسدية والنفسية على المدى الطويل، فالإجهاد المزمن يضعف جهاز المناعة ويؤثر على الهرمونات، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر والاكتئاب والقلق.
ومن النتائج المثيرة للاهتمام، أن الدراسة أظهرت أن تأثيرات الصدمات تختلف باختلاف الجنس، فمثلاً، تعاني النساء بشكل أكبر من مشاكل في الأيض، بينما يعاني الرجال من مشاكل في الدم والصحة النفسية.
ودعت الدراسة إلى ضرورة إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن آثار الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة، وذلك لتقديم الدعم اللازم لمن يعانون منها والوقاية من الأمراض المرتبطة بها، وأكدت على أهمية توعية المجتمع بأهمية الصحة النفسية والعناية بها منذ الصغر.
ووجهت الدراسة رسالة مهمة للأهل والمجتمع بضرورة توفير بيئة آمنة ومحبة للأطفال، وحمايتهم من أي نوع من الإساءة أو الإهمال، كما تدعو إلى توفير الدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لصدمات، لمساعدتهم في التغلب على آثارها السلبية.
وتؤكد الدراسة على أهمية الصحة النفسية في الحفاظ على الصحة الجسدية، وأن الاستثمار في الصحة النفسية للأطفال هو استثمار في مستقبل أصح وأكثر سعادة للجميع.