خاص| في اليوم العالمي للسلام.. 76 عامًا وقضية فلسطين جرح في خاصرة الإنسانية

خاص| في اليوم العالمي للسلام.. 76 عامًا وقضية فلسطين جرح في خاصرة الإنسانيةالصراع الفلسطيني الإسرائيلي

عرب وعالم21-9-2024 | 16:43

بينما يحتفلُ العالم بـ اليوم العالمي للسلام والذي يوافق 21 سبتمبر من كل عام، وأرض الأنبياء ومبعثهم تفتقد للسلام فـ على مدار 76 عامًا من الاحتلال الأسرائيلي، لم يترك شيئًا من التعذيب والدمار والتنكيل إلا وارتكبه في حق الشعب الفلسطيني، غير عابئ بكافة القوانين والقرارات الدولية؛ بفضل الدعم الأعمى واللامحدود له منذ نشأته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فبجانب دعمها المالي والعسكري واللوجيستي له، لم تكتفي وترفع كارت «الفيتو» ضد أي قرار يصدره مجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية، وكأن حمام الدماء الذي يسيل في أرض فلسطين، ما هو إلا مياة تجري في بلوعة.

فالدمار الكامل الذي يشهده قطاع غزة على مدار 11 شهرًا، والذي يعد من أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية، ليس وليد السابع من أكتوبر، بل على مدار أكثر من 7 عقود ويرتكب الاحتلال أبشع المجازر والعمليات الغاشمة في حق أصحاب الأرض، محتميًا بعقد الزواج الكاثوليكي بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية.. ولكن إلى متى ستبقى القضية الفلسطينية بين براثن الاحتلال وربيبته؟.. ولماذا لم تشمل القرارات الدولية الاحتلال الإسرائيلي؟.. وسبب فشل المجتمع الدولي في تحقيق حلم السلام ل فلسطين بإقامة دولة مستقلة؟

طرحنا هذه الأسئلة وغيرها.. على الدكتور صلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لشعب فلسطين .. الذي كشف لنا في سياق الحوار معه عن سبب صمت المجتمع الدولي، وعدم نجاح عمليات المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وفلسفة القوانين والمنظمات والجمعيات الدولية في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ فجر تاريخه.

العالم يحتفي بـ اليوم العالمي للسلام بينما أرض السلام لم ترى أي سلام منذ أن اغتصب المحتل أرضها.. بل ويتعامل كأنه فوق كافة القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.. لماذا لم تشمل القرارات الدولية الاحتلال الإسرائيلي؟

في اليوم العالمي للسلام أرض السلام لم ترى السلام منذ 76 عامًا، فالاحتلال يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني غير عابئ بكل قرارات الشرعية الدولية و مجلس الأمن والجمعية العامة، ولا حتى بقرارات محكمة العدل الدولية أعلى سلطة قضائية، للوصول إلي إقرار مسار يفضي بحل الدولتين، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينين.. والقرارات الدولية لم تشمل الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت منذ تاريخ بدء الصراع مع العدو الإسرائيلي حق النقض «الفيتو» لقطع الطريق على المجتمع الدولي لضمان عدم إنفاذ قرارات الأمم المتحدة لصالح القضية الشعب الفلسطيني، وحجب حقه في تقرير مصيره؛ إضافة إلي حالة العجز العربي والدولي عن إيجاد مقاربات ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي، تسعى باتجاه تحقيق سلام عادل وقائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

ولماذا فشل المجتمع الدولي في تحقيق حلم السلام ل فلسطين بإقامة دولة مستقلة.. رغم قرار مجلس الأمن الذي أعطي الحق بإقامة دولة فلسطينية؟

لأن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع قائم على «قاعدة ميزان القوة» وليس على «قاعدة الحق والباطل» وإذا الصراع قائم على قاعدة الحق والعدالة؛ لحصل الفلسطينين على حقوقيهم منذ أمدٍ بعيد وخاصةً حقهم في إقامة دولة فلسطينية التي نص عليها قرار 181 بـ مجلس الأمن ولكن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق كافة القوانين.. وغطاء الولايات المتحدة الأمريكية عليها ساعدها في ذلك عن طريق الدعم اللامحدود للاحتلال.

إسرائيل تفعل ما تفعله في حق الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعة عقود وما زال المجتمع الدولي و مجلس الأمن وجميع المنظمات الدولية غائبة عن اتخاذ موقف واضح وصارم ضد هذا الكيان المحتل.. فأين هو دورهم؟.. وإذا كانوا غير قادرين عن وضع أسس صارمة يبنى على أساسها حل الدولتين.. لماذا لم يتم تقديم حلول إيجابية؟

النظام الدولي فشل وخاصةً النظام الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، والذي أحد تجلياته الأمم المتحدة فشل في إنفاذ قرارته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وهذا راجع إلى أن ميزان القوة خاضع لصالح العدو الإسرائيلي؛ لذلك المجتمع الدولي فشل عدا ضعف الإرادة السياسية لمجموعة الدول العربية في شن مقاطعة شاملة على دولة الاحتلال وفرض عقوبات ومحاسبته على جرائمه، وهذا التأخير وإفلات قادة الاحتلال من العقاب سمح ل إسرائيل التهرب من إلتزامتها وإيجاد حلول على أساس حل الدولتين؛ لذلك فشلت كل جهود الوسطاء في هذا الشأن طالما أنها تتبنى مقاربة الاحتلال برعاية أمريكية والتي تقوم على جعل التفاوض دون تفاوض بعيدًا عن جوهر الصراع.

وإلى متى ستظل إسرائيل ترتكب حروب الإبادة في حق المدنيين في ظل صمت المجتمع الدولي؟.. وإذا كان الأمر سيستمر طويلا فيمكننا هنا أن نقول أن حتي المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقرارتها تكيل بمكيالين؟

سيستمر عجز المجتمع الدولي مع الأسف وستواصل إسرائيل في ارتكاب جرائمها في حق المدنيين في ظل عجز المجتمع الدولي واستمراره في هذا العجز الفاضح على مواجهة إسرائيل، ووقفها وإنفاذها على تنفيذ قرارات العدل الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، وهذا مرهون بتحرك دول منفردة.. وربما أيضًا يتسع هذا الصراع إلي حربٍ إقليمية واسعة هذه العوامل وإلي جانب الاحتجاجات الداخلية الإسرائيلية ستذهب بحرب واسعة، وستُطال إضرارها ب إسرائيل وستؤدي إلي حرب استنزاف.

أضف تعليق