كنت أتابع باهتمام بعض المقاطع المصورة عن الأبطال الحائزين علي ميداليات في أولمبياد باريس التي اختتمت منافساتها الشهر الماضي.. حبات العرق المتناثرة حول الوجوه.. والعضلات البارزة التي تبدو تقسيماتها وكأنها آلات موسيقية متناغمة مع حركة كل لاعب.. مشاهد دقيقة تكاد تحبس الأنفاس.
فجأة لاحظت ظلا علي شاشة حاسبي، لأرفع عيني وأجد شقيقي ينظر لي ضاحكا وهو يقول : «ملامح وجهك وأنتِ تشاهدين تبدو وكأنك أنت من تمارسين هذا المجهود البدني الخارق»، أجبته وكأني لم أتنفس من وقت طويل: «الحقيقة أن أداء هؤلاء الأبطال مذهل يبدو وكأنه مجهود خيالي»، فأجابني وهو يتجه نحو باب الغرفة لمغادرتها : «بالفعل الأمر سيتحول من خيال إلي حقيقة والمستقبل القريب سيشهد ذلك وسنري ما لم نراه من قبل»، أسرعت إليه أستوقفه فلم أفهم ما يعنيه، وسألته عن معني ما ذكره فقال لي «التوائم الرقمية».
نسخة افتراضية
نظرت إلي شقيقي، بدهشة أكبر فقد زادت إجابته الأمر تعقيدا أكبر، وجذبته للجلوس والحديث بشكل أكثر توضيحا عما يعنيه، قبل أن يجيبني، بأن التوأم الرقمي بحسب «آي بي إم»، هو نسخة افتراضية، لكائن أو نظام مصمم ليعكس نموذجه بدقة علي مدار دورة حياته، ويتم تحديثه بالبيانات في الوقت الفعلي، ويستخدم المحاكاة و الذكاء الاصطناعي والاستدلال لمساعدته في اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، بما يحقق له النتائج المثلي، مستطردا: «بشكل أكثر بساطة تلك التقنية تبدو كظلٍ ملتصق بالشخص.. يسير معه.. يأكل معه.. يتنفس معه.. يركض إلي جواره.. يراقب نبضات قلبه وانقباض عضلاته، وانتظام تنفسه، وحركة مفاصله وعظامه.. ولكن يفكر قبله».
التوأم الرقمي ، هو نسخة طبق الأصل افتراضية من كائن مادي، وفي حالتنا هنا فالكائن المادي، هو الرياضي، وبحسب مجلة «اكتا كينيسيولوجيكا»، فإن بعض الفرق الأوروبية الكبري اتجهت بالفعل لاستخدام تلك التقنية، بحيث تصبح جزءاً لا يتجزأ من عالم الرياضة عالية المستوي بحلول عام 2030
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا