تظل مجلة أكتوبر لها مكانة خاصة فى الصحافة القومية، فقد صدرت لتخلد ذكرى أعظم انتصار فى التاريخ المصرى الحديث.. نصر أكتوبر المجيد .. وحظيت باهتمام ورعاية الرئيس الأسبق أنور السادات ، والذى اختار لها الاسم وشارك فى مراجعة أبوابها وأعدادها الأولى، مع الأستاذ أنيس منصور ، مؤسس أكتوبر وأول رئيس تحرير لها.
مع صدور العدد رقم 2500 أقدم التهنئة لزملائى وأبنائى الصحفيين والإداريين والعمال، ب مجلة أكتوبر ومؤسسة دار المعارف ، بهذه المناسبة وأتمنى لهم دوام التقدم والاجتهاد من أجل مؤسستهم ونهضة وطنهم وأن يستلهموا «روح أكتوبر» فيكونوا فى ميدان الكلمة جنودا مخلصين يعملون تحت راية الانتماء والحب والإخلاص لوطنهم.
وأثق أن الزملاء بـ مجلة أكتوبر سيجعلون من صدور هذا العدد التذكارى 2500، نقطة انطلاق لمرحلة جديدة فى مسيرة المجلة، فى ظل دعم الهيئة الوطنية للصحافة والتى لم تتوان يوما، ولن تتوانى، فى تقديم كافة أوجه الدعم للمؤسسات الصحفية القومية من منطلق مسؤوليتها الوطنية وحرصها على عودة الصحافة القومية المصرية لتتبوأ مكانتها فى صدارة الصحافة العربية ونحن لدينا الكفاءات الصحفية والإدارية التى تؤهلها لذلك.
ولطالما كانت الصحافة القومية أحد أهم أذرع القوى الناعمة للدولة المصرية، فخاضت معارك الوعى المجتمعي، وتصدت لمؤامرات تشويه الهوية الوطنية والثقافة المصرية والأخلاق الحميدة التى تربينا عليها وبنينا بها أمتنا، وتعمل الدولة بأجهزتها المختلفة على استعادة تلك الاخلاق والقيم الإنسانية المصرية الجميلة، كنقطة انطلاق لبناء الإنسان، الذى يدعم الدولة فى بناء الجمهورية الجديدة، ويعيد مصر لمكانتها التى تستحقها فى المنطقة والعالم، تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
إن عودة الصحافة القومية إلى دورها فى معركة الوعى والهوية، قد بدأت الهيئة الوطنية للصحافة فى تنفيذها خلال الأعوام القليلة الماضية بدءا من حل المشكلات التى تواجهها وتكبل حركة تطويرها وتلتهم أية إيرادات تحققها تلك المؤسسات.
وكان فى مقدمة تلك المشكلات ملف ديون المؤسسات القومية للضرائب والتأمينات، وعدد من البنوك، وهو الملف الذى قطعنا فيه شوطا كبيرا بالتوصل لاتفاقات مع الضرائب والتأمينات لجدولة ديون المؤسسات، كما بدأت المؤسسات فى سداد مديونيات البنوك تحت إشراف الهيئة، وجدولة بقية الديون والعمل على سداد دفعاتها بشكل منتظم.
والملف الثانى الذى قامت الهيئة بالتصدى له فى المؤسسات القومية، هو ملف التدريب وتأهيل الكوادر والعاملين بالمؤسسات للاستفادة من الموارد البشرية التى تعد محور ارتكاز وحجر الزاوية فى تطوير الصحافة، فتم خلال الفترة الماضية تدريب الصحفيين والعاملين فى المؤسسات القومية فى العديد من المجالات وخلق صف ثانى مؤهل، ودراسة احتياجات كل مؤسسة على حده، لضمان تعظيم الانتاج ورفع كفاءة العاملين بها.
كما قامت المؤسسات القومية بفتح ملف الاستخدام الأمثل لأصولها، تحت إشراف الهيئة، من أجل التقليل من نزيف الخسائر بتلك المؤسسات، وهو ما ظهرت ثماره فى الآونة الأخيرة من قيام المؤسسات بإنشاء مشروعات استثمارية تدر لها دخلا، مثل جامعة الأهرام الكندية وجامعة أخبار اليوم، وغيرهما من المشروعات التى توفر دخلا إضافية للمؤسسات القومية بالإضافة لمنتجها الأساسى من الصحف والمواقع الإلكترونية والإصدارات المطبوعة.
إن الخطوات السابقة وغيرها الكثير من الإجراءات اتخذتها وستتخذها الهيئة الوطنية للصحافة لدعم خطط التطوير الصحفى والإدارى بالمؤسسات القومية، لتحويلها إلى مؤسسات رائدة فى المجال الصحفى والإعلامي، وكانت بداية تلك الخطوات بتطوير المواقع والبوابات الإلكترونية الصادرة عن تلك المؤسسات وتأهيل الصحفيين والعاملين بها لمواكبة تكنولوجيا العصر.
وتأتى خطوة تطوير الصحافة الرقمية بالمؤسسات القومية، ومنها بوابة دار المعارف الإخبارية، للتأكيد على التكامل بين الطبعات الورقية والإلكترونية من الإصدارات الصحفية، لتقليل النفقات بعدما ارتفعت اسعار الورق والأحبار لحد غير مسبوق عالميا، ولمواكبة سرعة نشر الأخبار فى عالم رقمى مفتوح ينتقل فيه الخبر بسرعة ليطوف حول العالم فى دقائق معدودة.
وكذلك فإن رقمنة الإصدارات الصحفية، وتطوير مهارة العاملين بها، تأتى لتواكب متطلبات العصر وطبيعة القراء الشباب والذين يعتمدون على الإنترنت والهواتف المحمولة بشكل أساسى وإن لم يجدوا ما يبحثون عنه فى الصحافة القومية والوطنية، ربما يقعون فريسة لشائعات المواقع والقنوات المغرضة ووسائل التواصل الاجتماعى التى تبث الأخبار دون تدقيق لمحتواها.
إن الصحافة القومية كأحد أذرع القوى الناعمة للدولة المصرية عليها دور مهم فى معركة الوعى ويجب أن يحرص العاملين بها والقائمين على إدارتها وتحريرها بمعرفة عظم المهمة الملقاة على عاتقهم، خاصة فى ظل الظروف الراهنة والتى تشتعل فيها المنطقة من حولنا بالأحداث الجسام والصراعات المشتعلة، مما يستلزم أن نقف جميعا فى خندق واحد خلف وطننا وقيادتنا السياسية وأن يقوم كل منا بدوره فى الدفاع عن الوطن والذود عنه وأن يؤدى رسالته السامية تجاه مصرنا الحبيبة، ومهنة «الكلمة» من المهن السامية، التى نعتز جميعا بالانتماء إليها.
إن حجم التحديات التى تحيط بالمنطقة، وفى القلب منها الدولة المصرية، يعد الوعى جزء مهما فى مواجهتها فى ظل أزمات متلاحقة، تؤثر على الجميع، مما يجعل المجتمع هدفا لقوى الشر، الأمر الذى يكون فيه بناء الوعى حائط صد منيع امام مثل تلك التحديات.
كل عام وكل 2500 عدد وأسرة أكتوبر بخير .. وكل عام ومصر وشعبها وقيادتها بخير.