السبع السمان

السبع السمانسعيد صلاح

الرأى23-9-2024 | 18:45

غالبنى النوم قرب فلول ستائر الليل من خيوط نيران النهار، فقد قضينا الليل كله نتمم ما بدأناه فى نهار هذا اليوم العصيب لتكتمل الساعات الأربع والعشرين فى عمل متواصل لا يتوقف من أجل أن ننتهى من العدد المنشود بعد اعتماد الماكيت الجديد من مجلة أكتوبر التى ظلت على حال «ماكتها» الأول دون تغيير سوى القليل من المحاولات، ولكنها كانت محاولات غير ظاهرة فالتهمها الماكيت التاريخى للمجلة.

الإقدام على هذا النوع من التغيير لم يكن سهلا على الإطلاق، ولكن اعتقاد الفوز باللذة لكل مغامر كان يقودنا إلى تذوق لذة النجاح، فقررنا أن نغامر، وراح فريق العمل كله يشبك أياديه فى بعضها من أجل إنجاز التجربة.

سقطت من فوق الكنبة الجلدية التى تتصدر مكتب صديقى محمد أمين رئيس التحرير بعدما سمعت صوت أحد الزملاء يحاول إفاقتى «قوم المطبعة اشتغلت».

نزلت بصحبة رئيس التحرير وصديقى الفنان محمود إبراهيم الذى وضع لمساته الذهبية وصنع الماكيت الجديد، توجهنا ومعنا بعض الزملاء وعيوننا تتجه إلى رول الطباعة ننظر إلى أول عدد يخرج، تلقفناه بشوق كبير وكأننا لم ننتظره من سنوات رغم أننا لم نكن قد فارقناه على شاشات الكمبيوتر سوى سويعات قليلة.

قلبناه بين أيدينا والفرحة ترتسم على وجوهنا جميعا وتبادلنا عبارات التهنئة ونحن نعود إلى مكتب رئيس التحرير لنتناقش فى النتيجة بالشكل النهائى وكيف سيستقبلها القارئ.

منذ هذا العدد بدأت السنوات السمان فى نظرى ولكنها لم تكن بعد سنوات عجاف، لا سمح الله، فكل الزملاء اجتهدوا قدر استطاعتهم لإخراج أفضل ما عندهم.

غير أنى أنحاز انحيازا كبيرا للسنوات السبع الماضية التى عملت فيها بشكل أعمق وأقرب وكنت بجوار صديقى محمد أمين رئيس التحرير أشاركه كل خطوات العمل ونحمل معا وحولنا نخبة من أخلص الصحفيين هموم وآمال تحقيق هدفنا الواحد وهو إصدار صحفى مختلف فى مضمونه وشكله يعيد ل مجلة أكتوبر مجدها السابق الذى وضع قواعده الكاتب الكبير الذى تعلمنا منه ومازلنا نتعلم الأستاذ أنيس منصور .

تقبل القارئ التاريخى ل مجلة أكتوبر شكلها الجديد ورحب به مبديا إعجابه الشديد مقدرًا الجهد الكبير الذى بذلناه لتقديم إصدار عصرى تفوح منه رائحة التاريخ.

.. دارت العجلة كما يقال، ووجدت كتيبة أكتوبر الجديدة نفسها أمام مسئولية كبرى وهى الحفاظ على هذا الاختلاف وهذا النجاح والبقاء والاستمرار عند حسن ظن القارئ ومستوى طموحاته وأيضا الحفاظ على «شعرة معاوية» مع المسئول الذى يعلم أننا ما وجدنا إلا دفاعا عن الوطن وحق المواطن فى المعرفة ودعمه فى تشكيل وعى خاص قادر على الفحص والتمحيص وفرز الغث من الثمين.

واجهنا بلا شك صعوبات وعثرات كثيرة وكنا أوقاتنا نعانق نجوم السماء من التفاؤل والفرحة وأوقاتا أخرى كنا نغوص فى باطن الأرض كمدا وحزنا من جراء إخفاق أو فشل ما، حالنا حال كل البشر، ولكننا فى الحالتين كنا نتعلم.

تعلمنا بالفعل أشياء كثيرة خلال السنوات الماضية واكتسبنا خبرات تجعلنا نستطيع أن نقود أية مهمة توكل إلينا وننجح فى إنجازها.

تعلمنا أن العمل بروح الفريق هو أفضل وأقصر الطرق إلى النجاح بشرط أن يتوفر الإخلاص والصدق ، وتعلمنا أنه لا نجاح لأى منظومة إلا بالتوافق بين تروسها متكاملة دون تنافر أو تضارب والإيمان الكامل بأن نجاح الفريق هو نجاح كل عضو فيه..

أكتوبر.. نجحت خلال السنوات السبع الماضية لأنها عملت بروح الفريق ولفظت كل الخلافات جانبا، كما أنها نجحت لأنها وجدت دعما وتشجيعا وتوجيها مستمرا من القيادات متمثلة فى الهيئة الوطنية للصحافة وعلى رأسها الأستاذ كرم جبر ثم من بعده المهندس عبد الصادق الشوربجى الذى لم يدخر أى نوع من أنواع الدعم وقدم للمجلة وأبنائها كل ما يلزمهم من أجل تحقيق النجاح المستمر، وأيضا الدكتورة فاطمة سيد أحمد التى يدين لها بالفضل الكثير من أبناء هذا الجيل من الصحفيين، حيث حرصت على أن تعطيهم من فيض علمها وخبرتها ومهنيتها طوال فترة وجودها عضوا بالهيئة وحتى الآن.

وتستمر مسيرة العطاء بخالص الدعم والتشجيع من المهندس رزق عبد السميع الذى تولى مسئولية إدارة مؤسسة دار المعارف وهو يعرف جيدا كيف سيواصل مسيرة الدعم وكيف سيحافظ على أن تظل مجلة أكتوبر فى مصاف ومقدمة المجلات المصرية والعربية كما كانت منذ عهد الأستاذ أنيس منصور.

شكرًا.. لكل أفراد كتيبة أكتوبر الذين يعملون فيها منذ سنوات وخاصة السنوات السبع الأخيرة، وتحية تقدير للزملاء جميعا، تحية لحراس الكلمة وخبراء تجميلها فى قسم الديسك.. الأساتذة؛ مجدى الشاذلى وحسام أبو العلا وعلى جلال، وتحية للزميلة علا عبد الرشيد، كبيرة الحراس، وصاحبة التقارير الرشيقة، وتحية للزملاء فى قسم التحقيقات بقيادة الزميل أحمد النومى والمجاهدات فى قسم الخارجى داليا كامل وروضة فؤاد وهبة مظهر وسمر شافعى، وكذلك الزميلات فى قسم المرأة بقيادة المجتهدة شيماء مكاوى، والزميل عمر البدرى الذى يقود كتيبة مراسلين مقاتلين فى كل المحافظات، وكباتن مصر فى القسم الرياضى بقيادة الزميل يوسف رفعت، وتحية تقدير أيضا للزملاء تامر عبد الفتاح محرر شئون الرئاسة والدكتورة نسرين مصطفى المحرر العسكرى للمجلة وللزملاء فى أقسام المراجعة التحريرية والتصحيح، كلٌّ باسمه تحت قيادة المخضرم وليد فريد وبجانبه ياسر حسنى وصفوت محروس ومحمود نعيم، وتقديرًا كبيرًا لمجهود الزملاء عمرو الهوارى ومحمد شبرا، والفنانين فى قسم التصوير بقيادة عامر عبد ربه ومعه خالد بسيونى ورمضان على وعصام محمود وإسلام عصمت، وأيضا الزميل محمد كمال الذى بذل مجهودًا كبيرًا فى إخراج العدد التذكارى ومعه نزيه صقر وفهد حسن، وتحية لبقية الفنانيين فى قسم الإخراج الصحفى والتنفيذ محمد جميل ومحمد حجاج وأشرف عاطف وصلاح عبد الرحمن ومحمود الشلقانى ورامى الصياد.. شكرًا للجميع ووعد وعهد على مواصلة العطاء وبذل قصارى الجهد حتى تظل أكتوبر فى المقدمة دائمًا.

أضف تعليق

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا