صرح اللواء دكتور محمد الغباري المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، لـ بوابة دار المعارف الاخبارية أن الحروب الحديثة تستغل كل ما هو حديث ومتطور على المستوى التقني والتكنولوجي لتوفير الجهد والإمكانات المادية أو البشرية مع تحقيق أفضل النتائج، وهو ما قامت به إسرائيل في التعامل مع حزب الله في لبنان.
وأضاف "الغباري" أن حزب الله يهدد المستوطنات الإسرائيلية في نفس الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بعمليات عسكرية على غزة والضفة الغربية؛ مما تسبب في هجرة اليهود من الشمال فاستقروا في فنادق على حساب الحكومة الإسرائيلية مما تسبب في عبء اقتصادي على الدولة، وهو ما ظهر في تصريح المسئولين الإسرائيليين من أن هدفهم هو الحفاظ على المستعمرات وتأمينها مع الحرص على عدم دخول حرب مباشرة في لبنان .
واستطرد "الغباري" تلك معادلة صعبة تطلبت تدخل الموساد لإنجاز تلك العملية مما ترتب عليه سلسلة تفجيرات لأجهزة الاتصال لـ حزب الله ، وبذلك نجحت إسرائيل في قطع الاتصالات بينهم.
وأكد "الغباري" أن هذا الأمر كان من السهل تنفيذه؛ لأن حزب الله جماعات وأفراد وليس جيشًا نظاميا، فكان التعامل معه واختراقه سهل وغير معقد، فـ حزب الله يعتمد على استدعاء عناصره، فإذا نجحت إسرائيل في شل تلك الأجهزة وتوقفت عمليات الاستدعاء، فإن الحزب سيفقد كثيرا من قوته، إلا أن اسرائيل تعجز عن القيام بهذه الهجمات ضد الجيوش النظامية لأن أجهزة الجيوش متنوعة وعلى عدة مستويات ومعقدة، فكل سلاح له أجهزته وتخصصاته، واختراقه أمر صعب ويتطلب تكلفة كبيرة.
وأكد "الغباري" أن بسيطرة إسرائيل على الوضع وبالتالي تستطيع فرض شروطها الممثلة في فرض تنفيذ القرار 1701 ورغبة إسرائيل في فرض منطقة آمنة خالية من السكان، وذلك لتحقيق الحماية للمستوطنات الإسرائيلية في الشمال على الحدود مع لبنان، والتخلص من قوة حزب الله، وهو الأمر الذي قد يحدث بالفعل من خلال نزوح سكان قرى جنوب لبنان على أثر العمليات العسكرية بتلك المنطقة.