رغم أن الحديث عن الدجل و الدجالين ليس أمرًا جديدًا أو مستغربًا فى ظل ظهور العديد من الشخصيات التى تدعى الحظوة والكرامات ، وينخدع بها الكثيرون من الأتباع والمريدين، إلا أن شخصية طبيب العظام صلاح التيجانى التى شغلت الرأى العام فى الأيام الأخيرة، بعد اتهام أكثر من فتاة له ب التحرش بهن، تحولت فجأة إلى "تريند" وتصدرت الأخبار و مواقع التواصل الاجتماعي ، بسبب ارتباطها ببعض المشاهير، ومنهم بعض الفنانات والفنانين ، الذين قيل إنهم كانوا يترددون عليه ويستشيرونه فى الكثير من أمور حياتهم، ويصفونه بأوصاف النورانية والمكانة الدينية الرفيعة فى تعليقاتهم على ما يكتبه على صفحاته على مواقع "السوشيال ميديا".
وفى الوقت الذي التزم فيه بعض المشاهير من المثقفين والكُتاب والفنانين الذين ورد ذكرهم فى الموضوع، ونُشرت بعض الصور لهم مع التيجاني على الإنترنت، قد التزموا الصمت ولم يصدر عنهم أى تعليق على الأقاويل المثارة ضدهم وتتهمهم بتشجيع الجهل والخرافة، خرج فنانون آخرون ومن بينهم الفنان الكوميدى حجاج عبدالعظيم للدفاع عن أنفسهم، ونفى أى علاقة لهم بالشيخ المزعوم!
والحقيقة المؤسفة أن مواقع التواصل الاجتماعي ، قد ابتلتنا فى الفترة الأخيرة بما يعرف بالذباب الإلكتروني، وهم لجان مستأجرة وموجهة من أنظمة حكم وأجهزة استخبارات وجماعات دينية وسياسية، هدفها الدعاية والدفاع عن الجهات والأشخاص الذين يستأجرونها أو الإساءة لخصومهم من خلال بث الشائعات ونشر الفيديوهات والصور، التى تشوه صورتهم وتتهمهم بالعمالة والخيانة ومحاولة تأليب الرأى العام ضدهم وشيطنتهم.
وتستطيع أن تعرف بسهولة إن كان الموضوع المثار من صناعة اللجان الإلكترونية أم لا، من خلال خاصية البحث التى تتيح لك الاطلاع على معظم ما تم كتابته وترويجه عن هذا الموضوع، وحينها ستلحظ تكرار نفس الصيغة والصور والأفكار و"البوستات" حرفيا وبالكربون وبثها من خلال مئات وأحيانا آلاف الحسابات التى تتبع تلك اللجان.
وأحدث تلك الحملات ما يتم ترويجه منذ أيام حول الطبيب المعروف بالشيخ التيجانى والمتهم ب التحرش بعدد من مريداته، والغريب أن اللجان هذه المرة لا تحاول تشويه صورة هذا الشيخ فقط لكنها تسعى للنيل من بعض الفنانين والكُتاب الذين كانوا يعلقون على كتاباته على " السوشيال ميديا "، مستعينة بصور لهم مع الشيخ مع إشارات بالأسهم عليها والإلحاح على فكرة أن المثقفين فى بلدنا يؤمنون بالخرافات والبدع ويروجون لها، وتركز هذه الحملة أيضا على ربط الصوفية والصوفيين بأفعال الشرك بالله والهوس الجنسى و التحرش .
وبغض النظر، عما إذا كان الشيخ وأتباعه أبرياء مما يوصفون به أم لا، فإن الحملة عليه والحديث عن تجاوزاته، تسيء لصورة رجال الدين خاصة ممن ينتمون منهم إلى الطرق الصوفية، فضلاً عن الإساءة للصوفية نفسها، كما تثير كثير من التساؤلات حول ولع بعض المشاهير بالوقوع فريسة للشخصيات المثيرة للجدل والشبهات!