أخيرًا.. عودة امتحان الإملاء

أخيرًا.. عودة امتحان الإملاءبهاء زيتون

الرأى28-9-2024 | 09:40

قرار صائب الذى اتخذه وزير التربية والتعليم د. محمد عبد اللطيف بعودة امتحان الإملاء فى اللغة العربية على جميع الطلاب بدءًا من العام الدراسى الحالى لأنه لا يصح أن يكون هناك خريج لا يجيد الكتابة بلغته الأصلية.

وهو قرار جاء فى التوقيت المناسب بعد ما نشهده من أخطاء إملائية – لا حصر لها – لخريجى الجامعات.

وهى مشكلة لا يمكن تجاهلها حيث تعكس حقيقة صادمة لا يمكن إنكارها.. ولابد من مواجهتها من المنبع من التعليم الابتدائي والأساسى قبل أن تخرج لنا أجيالاً يخطئون فى الكتابة، وقد سرد المستشار عدلى حسين حكاية عن تفشى الأخطاء الإملائية بين خريجى الجامعات بأنه عندما كان محافظا للقليوبية فى أوائل التسعينيات تقدم له خريج إحدى كليات التجارة بطلب يطلب فيه الحصول على قرض من الصندوق الاجتماعى .. كتبه كالآتى:

"أريد قردًا من قرود الصندوق الاجتماعى"، حيث أخطأ فى كتابة كلمة (قرض) وكتبها (قرد) بالدال وليس بالضاد.. ناهيك عما نشهده من أخطاء "إملائية" فى الرسائل المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها.

وهذا يعنى أنها ظاهرة ليست وليدة اليوم إنما ترجع لقرابة 35 سنة الأخيرة.. وأحد أسبابها هو تراجع دور المدرسة التعليمى.. وساعد على تفشيها أكثر السماح لتلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى بالمرحلة الابتدائية بالانتقال إلى الصفوف الأعلى دون امتحان.. وهو خطأ كبير.. وإن كان الوزير الجديد محمد عبد اللطيف تدارك الأمر مؤخرًا بإعادة الامتحانات للصفوف الثلاثة الأولى بالمرحلة الابتدائية وعدم السماح بالانتقال إلى الصف الأعلى إلا بعد نجاح التلميذ.

فقد ثبت أنه كان خطأ كبير إلغاء امتحان الإملاء والاعتماد على "التابلت" فى الكتابة.. وإغفال أهمية أن يمسك الطالب بالقلم ويكتب به، ففى إنجلترا ورغم التقدم التكنولوجى هناك، إلا أنه لا يزال التعليم هناك "بالقلم" حيث يجعلون الطلبة يكتبون "بالقلم الحبر" حتى الآن، باعتبار أن إمساك الطالب "بالقلم" شيء أساسي فى مرحلة التعليم ويساعد على إجادة الكتابة.

عمومًا فإن علاج هذه الظاهرة يتطلب إعادة دور المدرسة التعليمى، خاصة بالمرحلة الابتدائية، كما كان فى الستينيات والسبعينيات وعدم السماح للتلاميذ بالابتدائي بالانتقال للصف الأعلى إلا بعد النجاح والتأكد من إجادته للقراءة والكتابة.

وأتذكر أنه عندما كنا تلاميذ فى المرحلة الابتدائية فى الستينيات فإن معلم اللغة العربية كان يحضر الحصة ومعه "جورنال" ويقوم "بتمليتنا" منه (الإملاء) لضمان إتقان التلاميذ للكتابة.

عمومًا فقد أصاب الوزير بإعادة امتحان الإملاء وعدم السماح لتلاميذ الصفوف الثلاثة بالإبتدائى بالانتقال للصفوف الأعلى إلا بعد النجاح.. وياريت أن يستكمل ثورته التصحيحية بإعادة حصة و كراسة الخط (بتاعة زمان) كمان، حيث إن خط الكثير من خريجى الجامعات لا يقرأ.. وعبارة عن "نبش فراخ" و"طلاسم" تحتاج لمن يفكها.

أضف تعليق