الخازني سبق نيوتن بخمسة قرون

الخازني سبق نيوتن بخمسة قرونحسين خيري

الرأى28-9-2024 | 09:48

"ابن الوز عوام" وتلميذ النابغ عبقري ، وإذا كان عمر الخيام أشهر شاعر فارسي ومن شطار علماء الفلك والرياضة، فلابد أن يبرع علي يديّ الخيام العبقري عبد الرحمن الخازني ، وكان أبناء عصره يلقبونه بأبي الفتح، ويزيد من الثقل العلمي لعبقرية الخازني أنه عاش عبدا وسط بلاط الأمراء السلاجقة ، غير أنه لقي معاملة طيبة من سيده، واهتم بتعليمه، وفتح أمراء الدولة السلجوقية أبواب قصورهم للعالم الجليل الخازني، وعاش في كنف دولتهم، التي أبلت بلاء حسنا في صد هجمات الصليبيين ، وكسرت أنف الإمبراطورية البيزنطية في معركة ملاذكرد الشهيرة، وأسرت إمبراطورها رومانوس الرابع، وحاول أمراء السلاجقة جزل العطاء لعبد الرحمن الخازني، فرفض المكافآت المالية الباهظة، وأعاد مكافأة قدرها عشرة آلاف دينار.

وقال عنه معاصروه إنه عاش حياة الزهاد، وقالوا عنه بالحرف: نقي الجيب عن الأطماع الخسيسة، والتزم بالنهج العلمي أثناء بحثه، واستخدم الحسابات والقياسات العلمية لتحديد النسب الدقيقة لكل ظاهرة طبيعية، وظهر أبرزها في تطبيقه لقانون اتزان الموانع، وسجل من خلاله الأوزان النوعية لخمسين مادة منها المعادن والأحجار الكريمة، وساعده في تحديد الوزن ابتكاره لجهاز قياس الثقل النوعي، وظهر للنور أعظم مؤلفاته العلمية "ميزان الحكمة"، وشهد المؤرخون لمؤلفه أنه إنجاز عملاق من إنجازات الحضارة الإسلامية في علم الفيزياء، وتناول فيه بالشرح أبحاثه عن قوي اتزان الموانع الساكنة والمتحركة، وتسمي حديثا بعلم ميكانيكا الحركة.

ورفع العلماء العرب والعجم النابغون البيروني و الخازني مكانا مرموقا، لأنهما من أوائل العلماء في تطبيق الدراسات العلمية داخل معامل خاصة علي القوي الساكنة والمتحركة، واعتبروا كذلك البيروني و الخازني من أسسا علم الجاذبية الأرضية، ويضاف إلي الخازني أنه أول من وضع قواعد نظرية الأجسام ثلاثية الأبعاد، وقد ألحق عنصر العمق إلي الطول والعرض، حتي يحاكي أبعاد الجسم في الواقع، وتجلي اكتشافه لقانون الجاذبية الأرضية حين أثبت بواسطة تجربته ارتفاع كثافة الماء كلما اقتربت من مركز الأرض أو العالم حسب مقولته، وأول عالم غربي اعترف بتجربة الخازني روجر باكون الأستاذ بجامعة أكسفورد بإنجلترا مع مطلع القرن الثالث عشر، وجاء اعتراف باكون تأكيدًا علي أسبقية الخازني لنيوتن بنحو خمسة قرون باكتشاف قانون الجاذبية الأرضية.

ووضع اللبنات الأولي لاختراع ميزان الضغط الجوي، ويسمي "البارومتر"، وتمثلت لبناته الأولي في ابتكاره دورقا زجاجيا بداخله أنبوب يحبس السوائل في جوفه بفعل تأثير ضغط الهواء، وعبر التجوال في سيرة عبد الرحمن الخازني يتعاظم الحديث عن صفاته عن الزهد والمروءة والحياء، وكانت صفات لصيقة بنبوغ علماء الحضارة الإسلامية، ونالت تقدير علماء الغرب والمستشرقين ومنهم فيدمان المستشرق الألماني الشهير، وترجم أجزاء كبيرة من مؤلفاته.

أضف تعليق