حالة من العبث نعيشها يوما بعد يوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح الكثيرون يلهثون وراء التريند بحثاً عن الشهرة والمال، فالزوج يصور زوجته وهو يضربها حتى يظهر «تريند»، وآخر يقلل من رجولته فتتمرد عليه عروسه حتى يكون "تريند"، تسطحت أفكار المجتمع ومعتقداته وقيمه وموروثاته واختلت موازينه بحثاً عن التريند، وفى الحقيقة نحن من نصنع التريند بمشاهدتنا له وتفاعلنا معه.
وتقول الدكتورة منى شاكر، استشارى نفسى وعلاقات أسرية، إن صانع التريند يكون فى الأغلب إما مسلط عليه الضوء وسط عائلته منذ الصغر ومع الكبر يلجأ إلى التريند بحثا عن الاهتمام المتزايد به، أو يكون شخصا معتاد التجاهل تماما يرى أنه بمجرد الضغط على الكاميرا والتحدث فى أى شيء حتى وإن كان تافها سيكون من نصيبه التريند والشهرة، وأخيرًا من يرغب فى التقليد وهو شخص شاهد تلك الفيديوهات التافهة ووجد أنها تحقق نسب مشاهدة خيالية فأراد أن يقلدها بحثا عن الشهرة والمال.
وأضافت إنه عند التحدث مع الجيل الجديد عن أهمية التعليم والعادات والتقاليد والموروثات المجتمعية يكون الرد أنه لا أهمية لكل هذا والحجة أن متصدرى التريند ليسوا من المتعلمين أو المثقفين، مؤكدة إنه على الرغم من أن هناك العديد من الأعمال الفنية التى ألقت الضوء على مساوئ التريند وما لا نراه خلف الكاميرا، إلا أننا ما زلنا نلهث وراءه بحثا عن المال أولا ثم الشهرة.
وأشارت إلى أن الفيديوهات الهادفة تخرج من إطار التريند على العكس الفيديوهات التافهة مما يؤدى إلى تسطيح فكر المجتمع، منهية حديثها بإن الموازين اختلت بحثا عن التريند حتى المناسبات سواء السعيدة أو الحزينة أصبحت بلا قيمة بسبب التريند، فالعريس والعروس يبحثون عن التريند، وأهل المتوفى أيضًا أصبحوا يبحثون عن الشهرة، فللأسف أصبحت القيم والمبادئ والعلاقات والعادات والتقاليد بلا قيمة.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا