نتنياهو انتصر فى معركة الاستخبارات، وتفوقت قدرة أجهزته التقنية فى رصد خصومه بدءًا من إسماعيل هنية حتى نصر الله، ولا يعنى أن أدواته الاستخباراتية تمتلك خوارق فوق الطبيعة فى إصابة أهدافها بدقة متناهية، إنما الخيانة عقدت اتفاقًا مع نتنياهو لمنحه نصرًا زائفًا.
وبرغم فشل نتنياهو فى تحقيق نصر على غزة ، خلافا على صورته المخزية والوفود تغادر قاعة جمعية الأمم المتحدة أثناء إلقاء كلمته، يظهر أمام الفضائيات مختالا فور اغتياله عددًا من قادة حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله ثم تعلو نبرة صوته مهددًا فى تحد لكل القوى الدولية حتى أمريكا ذاتها.
وتحرك نتنياهو صوب جنوب لبنان، سعيا منه لتنفيذ مشروع معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى، ونشره فى عام 2021 حول الحرب القادمة فى الشمال، تتضمن جنوب لبنان، يعتبرها المشروع أخطر دوائر التهديد تجاه الحدود الإسرائيلية.
وألحق المشروع حرب إسرائيل على العراق كدائرة تهديد ثانية، بينما أدرج إيران واليمن كدائرة ثالثة استعدادًا للحرب عليهما، تزامنا مع حرب إسرائيل فى غزة والضفة الغربية، وأطلق عليها الخبراء الإسرائيليون بحلقة النار الإيرانية.
وهذا يوضح تصريحات نتنياهو بعد عودة جدعون ساعر إلى حكومته حيث أعلن أنه سيعمل سويًا مع ساعر لإدارة حرب طبقًا لما جاء فى التوراة، وحذر إيران قائلا: إنه لا يوجد مكان فى الشرق الأوسط لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه.
لكن يوسى هدار الكاتب الإسرائيلى ينشر مقالا فى صحيفة معاريف ينسف فيه ادعاءات نتنياهو ويقول: إن بنيامين نتنياهو خسر الحرب أمام حركة حماس، وبدلا من أن يوقع معها صفقة تبادل أسرى، يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف لكى يضمن بقاء استمراره فى الحكم ويتهم هدار نتنياهو بأنه يمد أجل الحرب بشكل متعمد، ويتجاهل التداعيات الأمنية الخطيرة على إسرائيل، ويصف حربه فى الشمال مجرد مصلحة شخصية وسياسية، ولن تفيد المواطن الإسرائيلى فى أى شىء.
ومن جانب آخر، قالت نيويورك تايمز: إن إسرائيل استطاعت إختراق الهواتف المحمولة لقيادات حزب الله وهو ما دفعهم إلى استبدالها بأجهزة النداء "البيجر" وأجهزة اللاسلكى، ويليه الخلل الثانى ويجند حزب الله عناصر جديدة فى صفوفه منذ فترة، مما جعل الحزب أكثر عرضة للجواسيس الإسرائيليين والأمريكيين، وبمرور الوقت أدى التوسع إلى اختراق فى آليات الرقابة الداخلية لهيئات الحزب.
وفى النهاية، لن يثنى اغتيال نصر الله عن مواصلة دعمه ل غزة واغتيال بعض قادته لن يؤثر فى مسيرة الحزب، أنه قادر على إعادة ترتيب صفوفه والاستمرار فى النهج ذاته، ولن يمنح إسرائيل خلق فراغ فى مؤسساته القيادية، وسرعان ما يستكمل معركته فى مساندة حماس.