بداية، لا يجب أن تستمر أراضينا ومدننا "ساحة" لما يسمى "الحروب بالوكالة" بين الغرب والشرق، أو بين الأمريكان والروس، ومؤخرًا.. بين إسرائيل "رأس الحربة" و إيران !
وما أنبه له.. ليس جديدًا، لكن دوافع استمراره ونتائجه أصبحت مؤلمة ومحبطة، فالبعض يسعى لاستمرار "الحروب" والنزاعات الأهلية بدافع الانتقام والاستنزاف لما حدث فى 11 سبتمبر 2001، أو لثأر بايت.. من عرب قضوا على امبراطورية قديمة أو رغبة فى هيمنة إقليمية.
لدي اعتقاد بأن "الصراع الظاهر" بين إســرائيل ومن ورائهـــا الغـــرب (خاصة أمريكا وبعض الدول الأوروبية)، وبين إيران وأذرعها المتمثلة فى حزب الله، والحشد الشعبى، والحوثيين.. ما هو إلا "اشتغالة" للاستمرار فى استنزاف العرب.. من الأفراد والمعدات والأموال!
ولنسأل أنفسنا بعد عدة حروب مع إسرائيل ، وما سُمى بالربيع العربى.. الذى دمر البلاد وشرد العباد، ما هى المحصلة؟! سوى التوسع الإسرائيلى فى الأراضى العربية، وإجبار الملايين من الأسر العربية على ترك مساكنها وممتلكاتها فى فلسطين و سوريا و لبنان .. والبحث عن خيمة تؤوى أطفالها، و"منظمة دولية" تسد جوعهم وتروى عطشهم!
وفى رأيى أن كل ما حدث، ويحدث، سببه نجاح الغرب بقيادة أمريكا.. فى فصل "الرأس عن الجسد"!
فنحن الآن لدينا "جسد" عربى ضخم يستغله البعض فى التبرع بالأموال والدماء، أو "يزج" به فى نزاع إقليمى مفتعل.. مع الاستمرار فى استنزافه إلى مرحلة الموت الإكلينيكى!
أقول ذلك.. والقلب موجوع، بعد أن قرأت على "الفيس بوق" بضرورة "توحيد الساحات" العربية فى مواجهة المحتل الغاصب، مع علم الجميع بأن هذه الساحات – المتمثلة فى الأذرع الإيرانية – ما هى إلا مجرد "عرائس مارونيت" يحركها لاعب محترف فى خدمة أهدافه.
ويبدو – كما يقول الشاعر العربى – إن البعض "سيرضى" من الغنيمة بالإياب!
وانظروا على الخريطة.. لتروا.. تعدد القوات الأجنبية على الأرض السورية، ويمن كان سعيدًا وأصبح (بعضه يمزق بعضه)، و"شبه دولة" فى ليبيا، وسودان منقسم.. يحارب بعضه، وعراق يلملم جراحه.
فى الفم ماء كثير.. وقديما قالوا "عندما ينام الراعى.. تتسابق الذئاب على القطيع".
والمعنى.. أنه لا حل لتلك الفوضى غير الخلاقة واسترداد الأراضى المحتلة سوى "عودة" الرأس للجسد.