يؤمن الجميع أن حرب السادس من أكتوبر هي معجزة حقيقية بكل المقاييس العسكرية أظهرت قوة وبراعة الجيش المصرى الذي قهر العدو الإسرائيلى وحطم أسطورة خط بارليف المنيع الذى أقامه العدو الصهيوني على طول الضفة الشرقية للقناة.
وتكمن المعجزة الحقيقية لحرب أكتوبر المجيدة في قدرة الفرد المقاتل سواء ضباط أو صف وجندي، حيث سطر الجندي المصري ملاحم وبطولات، وحمل سلاحه مدافعا عن عرضه وشرفه المتمثل في أرضه وتشبعت الأرض بدماء الأبطال الذين لم يهابوا يوما الموت.
لا يمكن لأحد أن ينسى أحد أبرز شهداء القوات المسلحة في حرب 6 أكتوبر 1973 وفقًا لإشارات التبليغ من الوحدات الفرعية التابعة للجيش وهو البطل الشهيد " محمد حسين محمود مسعد" ابن قرية سنديون مركز قليوب بمحافظة القليوبية.
وكان الشهيد قد انضم للقوات المسلحة عام 1968 كجندي استطلاع وعندما جاءت لحظة العبور كان أول العابرين مع قوات الجيش البواسل لخط بارليف بعدما انتظر 4 أيام كاملة أمام الضفة الغربية للقناة للبدء في تنفيذ خطة العبور.
ولد الشهيد عام 1946 في قرية سنديون بمحافظة القليوبية وعمل باحثًا اجتماعيا بوحدة طوخ واستشهد يوم السبت العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973 عن عمر يناهز 29 عاما و6 أشهر و25 يوماً وهو أول الجنود الذين منحوا نجمة سيناء.
وفي عام 1968 حصل البطل على بكالوريوس الزراعة جامعة الزقازيق ودرس في معهد قويسنا الدينى وعمل بعد تخرجه باحثا اجتماعيا في الوحدة المحلية بطوخ وانضم للخدمة الوطنية جنديا بالقوات المسلحة عام 1968 وتوزيعه على سلاح الاستطلاع بالجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية .
شارك البطل في حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو عدة مرات وتعلم اللغة العبرية لكي يعرف لغة العدو وألحق بفرق الاستطلاع المكلفة بالاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية بين وحدات العدو الإسرائيلي لمعرفة اتجاهاتها ونواياها و أوضاعها وإبلاغ قيادة المخابرات العسكرية لتوجيه القيادة العسكرية العليا التي تدير المعركة للتصرف العاجل واتخاذ القرار المناسب.
وبعد أن أدى البطل تجنيده خرج إلى الحياة المدنية وعقد قرانه على "مديحة محمد حجازي" مدرسة تعمل في مدرسة سنديون الاعدادية في 2 أغسطس عام 1973 وقام بتأجير شقة للزواج بمدينة طوخ ولم يمكث مع عروسه إلا 45 يوماً واستدعته القوات المسلحة واتسمت أيامه الأخيرة قبل ذهابه بالصمت ولم يتحدث إلا قليلا وكانت آخر كلماته مع أسرته «ادعولي».
سِجِل خدمته العسكرية يضم عدة بطولات نالت استحسان قادته خلال تواجده على الجبهة في الفترة من 1971 - 1973 حيث أخبر البطل القيادة عن وجود مواسير النابالم التي أمدتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس لتحول صفحة المياه إلى جحيم إذا فكر جيشنا المصري في اقتحام قناة السويس.
وخلال حرب العزة والكرامة تعامل البطل مع القوات الإسرائيلية وما هي إلا ساعات حتى استشهد بمنطقة التمساح بسيناء وكانت آخر إشارة بعث بها إلى قائده: "العدو يا أفندم على بعد 10 أمتار" لتروي دمائه الزكية رمل أرض سيناء وتم دفنه فى مقابر الشهداء بالإسماعيلية .
وبعد مرور سنوات طالبت أسرته بإعادة الجثمان لدفنه فى مقابر القرية وبالفعل وافقت القوات المسلحة وأشرفت على نقل الجثمان وتم تشييع جنازته من المنزل ودفنه بمقبرة بمفرده تحت إشرافها وأغلقتها بالأسمنت نهائيا وتم إطلاق اسمه على مدرسة إبتدائي وشارع بالقرية تكريما لما قدمه من تضحيات وبطولات .