قارنت منظمة "الناجين اليابانيين" من قصف هيروشيما وناجازاكي ب القنبلة الذرية الأمريكية بين الوضع في قطاع غزة اليوم، وفي اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
جاء ذلك على لسان الرئيس المشارك توشيوكي ميماكي لمنظمة "نيهون هيدانكيو" للناجين من قصف هيروشيما وناجازاكي، ونقلت عنه وكالة "فرانس برس"، "إن الأطفال في غزة يغرقون في الدماء، وهو نفس ما حدث في اليابان قبل 80 عاما".
وخلال حديثه للصحفيين حذر ميماكي دول العالم من تطوير الأسلحة النووية، قائلا إن الحرب النووية ستدمر البشرية، ونقلت الوكالة الفرنسية عنه قوله، بينما أدمعت عيناه، أنه لم يعتقد أبدا أن منظمته ستحصل على جائزة نوبل.
وقد حصلت منظمة "نيهون هيدانكيو" اليابانية للناجين من القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي على جائزة نوبل للسلام هذا العام بفضل جهودها المناهضة للأسلحة النووية، حيث أكدت لجنة الجائزة في حيثيات منح الجائزة أن هؤلاء الشهود التاريخيين "ساعدوا في توليد وتعزيز المعارضة الواسعة النطاق للأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم من خلال الاستعانة بقصص شخصية، وإنشاء حملات تعليمية تستند إلى تجربتهم الخاصة، وإصدار تحذيرات عاجلة ضد انتشار الأسلحة النووية واستخدامها".
وأشارت اللجنة إلى أن "نيهون هيدانكيو" ساعدوا في وصف ما لا يمكن وصفه، والتفكير فيما لا يمكن تصوره، وفهم الألم والمعاناة غير المفهومين الناجمين عن الأسلحة النووية.
وفي بيان الإعلان قالت اللجنة إن "الهيباكوشا" (الأشخاص الذين تأثروا بفعل القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي) لن يكونوا بيننا في يوم من الأيام كشهود على التاريخ، "ولكن بفضل ثقافة التذكر القوية والالتزام المستمر، تحمل الأجيال الجديدة فى اليابان تجربة ورسالة الشهود، فهم يلهمون الناس في جميع أنحاء العالم ويعلمونهم، وبهذه الطريقة يساعدون في الحفاظ على المحرمات النووية، الشرط الأساسي لمستقبل سلمي للبشرية".
و"نيهون هيدانكيو" هي منظمة يابانية تأسست عام 1956 للدفاع عن حقوق الناجين من القصف النووي لهيروشيما وناجازاكي حيث واجه الناجون تحديات صحية واجتماعية طويلة الأمد بسبب التعرض للإشعاع، وتلعب المنظمة دورا محوريا في زيادة الوعي بالتأثير الإنساني للأسلحة النووية، والدفع نحو نزع السلاح النووي، وضمان دعم الحكومة للرعاية الطبية وتعويض "الهيباكوشا".
الجدير بالذكر أن "نيهون هيدانكيو" هي المنظمة الوحيدة التي تضم الناجين من القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي، وجميع مسئوليها وأعضائها من "الهيباكوشا"، ويبلغ العدد الإجمالي لـ "الهيباكوشا" الناجين الذين يعيشون في اليابان، وفقا لبيانات عام 2019، حوالي 145844 على قيد الحياة (تعيش أغلبيتهم في اليابان) من أصل 650 ألف اعترفت بهم الحكومة اليابانية كـ "هيباكوشا".
وفي أغسطس 1945، أسقط الطيارون الأمريكيون قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص من أصل عدد سكان هيروشيما البالغ 350 ألف نسمة، و74 ألف في ناجازاكي، حيث كانت الغالبية العظمى من ضحايا القنبلة الذرية من المدنيين.