رأت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الحكومة البريطانية لاتزال بعيدة عن أي خطط إسرائيلية لمهاجمة إيران حيث يجهل الوزراء حتى الآن الإجراء الذي تستعد إسرائيل لاتخاذه، وهو ما يظهر مدى ابتعاد المملكة عن تأييده.
وأوضحت الصحيفة، في مقال تحليلي كتبه المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، أن المملكة المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي على إيران أو تنسقه، كما لم تتخذ أي قرارات بشأن كيفية الرد إذا قررت إيران بعد ذلك اتخاذ إجراءات انتقامية أخرى ضد إسرائيل.
وأضافت الصحيفة، أن مجلس الوزراء البريطاني لا يزال يجهل الإجراء العسكري الذي تستعد إسرائيل لاتخاذه، أو توقيته، وهو ما يظهر مدى ابتعاد المملكة المتحدة عن تأييد الهجوم على إيران، وتفضيلها مسارًا دبلوماسيا لخفض التصعيد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التقارير الواردة من إسرائيل تفيد بأن القرار بشأن طبيعة الهجوم قد تأخر حتى اجتماع مجلس الوزراء المقرر غدًا الأحد على الأقل، وبعد ذلك من الممكن أن يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إلى واشنطن لإجراء مزيد من المشاورات مع نظيره الأمريكي لويد أوستن.
وأفادت بأنه، حتى أن المسؤولين البريطانيين سمعوا مخاوف من دبلوماسيين عرب الأسبوع الماضي من أن "نتنياهو" قد يحاول ضم الضفة الغربية ودفع الفلسطينيين عبر الحدود، وهي المخاوف التي دفعت المسؤولين إلى التحذير من أن لا شيء سيكون خارج الطاولة في رده، ولهذا يدرس الوزراء ما إذا كانت خطط الإجلاء قد تكون ضرورية للمواطنين البريطانيين في المزيد من البلدان في الشرق الأوسط بخلاف لبنان فقط.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه مع حث الديمقراطيين الليبراليين ل إسرائيل بشكل مباشر على عدم مهاجمة إيران، كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر غامضًا بشأن تقديم أي دعم مباشر لضربة إسرائيلية، مذكراً النواب بأن "المشاركة البريطانية حتى الآن - على سبيل المثال فيما يتعلق بالهجوم في أبريل الماضي- تتعلق بدفاع إسرائيل عن نفسها".
ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله إنه من الممكن أن يجر نتنياهو الولايات المتحدة والغرب إلى حرب مع إيران من خلال شن هجوم كبير بما يكفي يتطلب من إيران الرد الانتقامي، مما يجذب القوى الغربية للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل.
وأضاف: "قد يكون الإجراء هو أن إسرائيل يمكن أن تبدأ لكن بعد ذلك يمكن لأمريكا إنهاء هذا الهجوم، وعلى الرغم من تردد أمريكا، فقد تكون إسرائيل قادرة على دفع الأمريكيين إلى مواجهة كاملة النطاق مع إيران. وقد لا ترغب الإدارة الأمريكية في القيام بذلك بسبب المخاطر التصعيدية ومصالحها في المنطقة، لكن من الواضح أنه خلال العام الماضي كانت إدارة بايدن غير قادرة على إدارة نتنياهو وكبح جماحه".
وفي يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن إيران لن تتردد في الرد إذا ردت إسرائيل على الضربات الصاروخية التي شنتها طهران الأسبوع الماضي، قائلاً: " إيران مستعدة تمامًا لاتخاذ إجراءات دفاعية أقوى إذا لزم الأمر ردًا على أي عدوان آخر ولن تتردد في القيام بذلك".
وفي رسالة تبريرية إلى وزراء خارجية آخرين، قال إن الضربة الصاروخية الإيرانية كانت وفقًا لحق الدفاع عن النفس في أعقاب مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران.
وفي أبريل الماضي، وبعد الهجوم الإيراني الأول، استقرت إسرائيل على ضرب نظام الرادار المضاد للصواريخ إس-300، الذي يحمي المنشآت النووية في أصفهان.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان يوم أمس الجمعة إن إسرائيل يجب أن "تتوقف عن قتل الأبرياء"، وأن أفعالها في الشرق الأوسط مدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.