رغم النجاح الذى تحققه معظم المسلسلات الاجتماعية التى تناقش قضايا المرأة وأحلامها وهمومها ومعاناتها، وخاصة مشكلات الزواج و الطلاق ، إلا أن بعضها أصبح يثير الجدل وأحياناً السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ، والتى يتهم الكثير من روادها معظم صُناع تلك الأعمال بالتحريض على إنهاء العلاقات الزوجية لأتفه الأسباب ، تحت زعم المساواة واستقلالية المرأة وسطوة المجتمع الذكوري .
ورغم نبرة السخرية التى تغلف معظم تغريدات وتعليقات نشطاء "السوشيال ميديا" على الدراما الاجتماعية المصرية فى السنوات الأخيرة، إلا أنها تعكس حالة استياء وخوف حقيقية من تأثير الدراما على المجتمع ، وتثير الشك والريبة حول المغزى والهدف من وراء قصص الطلاق المتكررة التى تزدحم بها كثير من الأفلام و المسلسلات ..وتطرح السؤال المثير للجدل وهو..هل الدراما تعالج الطلاق أم تشجعه وتحرض عليه، وما هو تأثير الدراما على العلاقات الزوجية؟
وفى دراسة لها بعنوان ،"التأثير النفسى لما تعرضه القنوات الفضائية وأجهزة الإعلام من برامج وانعكاسه على زيادة معدلات الطلاق"، والصادرة عن مركز دراسات المرأة، تجيب الباحثة عائشة مصطفى على هذا السؤال، وتقول إن الدراسة التى أعدتها كشفت عن أن 80% من حالات الطلاق سببها مشاهدة 48 مسلسلا تليفزيونيا و15 فيلما عربيا عرضت على الشاشة خلال فترة البحث والتى امتدت لنحو 5 سنوات!
وأكدت الدراسة أن الأعمال الدرامية ساهمت فى زيادة معدلات الخيانة الزوجية بنسبة 5. 33% أدت إلى زيادة معدلات الطلاق، وأشارت إلى أن 5. 89% من عينة الدراسة من الرجال أكدوا على مساهمة تلك المسلسلات فى تحريض الزوجات على التمرد على الحياة الزوجية.
وأشارت الدراسة إلى أن "الدراما كان لها دور سلبى فى زيادة نسبة الطلاق، لأنها تعرض نماذج للحياة غريبة عن المجتمع المصرى وعاداته وتقاليده، تجعل ضعاف الأنفس يقلدون هذا النمط فى الحياة وأسلوب الحوار ودرجة العنف، وبالتالى باتت الأعمال الدرامية تخلق واقع افتراضى يتم تقليده، فهى لا تعالج المشاكل بل تخلقها نتيجة لاعتقاد الناس أن هذا هو ما يجرى فى الحياة".
وكشفت دراسة أخرى حول نفس الموضوع، أجرتها الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الدراما التلفزيونية تركز على شكلين من العلاقة بين الرجل والمرأة :
الأول يظهر الرجل مستبدا يسيء معاملة زوجته ويخونها وغير قادر على أن يكون زوجا جيدا، مقابل ذلك تظهر المرأة متمردة طالبة الطلاق وقد يصل الأمر للخيانة.
أما النموذج الثاني، فيظهر الزوج بشكل مثالى يفيض بالعواطف ويحقق للزوجة جميع طلباتها، وهو ما يدفع الزوجة لعقد مقارنات بين ما تراه على الشاشة وما يفعله الزوج معها، وكلتا الصورتين تسببان للزوجة مشاكل تدفعها للتمرد والإحساس بالظلم من الحياة المليئة بالمقارنات الظالمة، مما يدفعها لإنهاء حياتها الزوجية ب الطلاق أو الخلع.