رحلة الساق المعلقة وحكايات الغريب .. قصص حقيقية من حرب أكتوبر

رحلة الساق المعلقة وحكايات الغريب .. قصص حقيقية من حرب أكتوبرحرب أكتوبر

كنوز أكتوبر20-10-2024 | 14:32

رغم مرور خمس سنوات على حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ، أعظم انتصار عسكري ، فإنه لم تصدر بعد الأعمال الأدبية التى تعبر عن هذه الحرب الخالدة .

وفيما يلى أهم القصص التى صدرت حول الحرب وإن لم نقدم قصة ملحمة حرب أكتوبر :

رحلة الساق المعلقة:

هى أهم ما صدر عن حرب أكتوبر من أعمال أدبية حتى كتابة هذه السطور .. إنها أصدق وأجمل الروايات وأكثرها حرارة ونبضا لأن صاحب القصة هو أحد أبطال حرب أكتوبر .. فالمؤلف هو عادل يسرى قائد اللواء المعروف باسم لواء النصر الذى حقق أكبر عمق فى سيناء ودمر أكبر عدد من الدبابات الإسرائيلية بأقل قدر من الخسائر، وقد حصل على أول نجمة سيناء للقادة وحصل مقاتلو لوائه على أكبر نسبة من أوسمة القوات المسلحة ، منهم صائد الدبابات عبد العاطى واللغم البشرى سعيد خطاب ورجاله هم الذين أحدثوا أكبر خسائر فى الدبابات الإسرائيلية وقتلوا ماندلر - الجنرال الإسرائيلى قائد مدرعات العدو.

رحلة الساق المعلقة عاشها راويها لحظة بلحظة وأقول راويها لأن من الأرجح أن أحد كبار الصحفيين وهو الأستاذ الكبير الراحل على أمين ، هو الذى أعاد كتابتها وهو قد أشار إلى هذا المعنى فى مقدمة الكتاب.

والقصة تروى بصدق معاناة مقاتل من قادة حرب أكتوبر تسجل أفكاره وخواطره ومشاعره ومعاناته قبل الحرب وتصدر روح التحدى والتأثر التى سيطرت على المقاتلين المصريين الذين كانوا يتلهفون ويتشوقون إلى لقاء العدو ليردوا اعتبارهم ويمسحوا آثار الهزيمة التى فرضت عليهم.

وهذا العمل مذكرات دقيقة وذكريات حقيقية لبطل القصة لم تحدث لها أية إضافات أدبية، لذلك لم تلتزم بقواعد فن القصة أو الأصول الأدبية للعمل الروائى، لكنها قصة حقيقية سجلت بأسلوب أدبي.

رحلة الساق المعلقة هى تسجيل رائع لبطولة المقاتل المصري وهى مادة يمكنها أن تقدم أفلامًا على أرفع مستوى للأفلام السينمائية الخاصة بالحروب.

حكايات الغريب :

أما «حكايات الغريب» للأديب الصحفى جمال الغيطاني، فهى أيضا تقدم قصصا حقيقية لأن المؤلف عاش حرب أكتوبر كمراسل صحفى حربى ولذلك يقدم تفاصيل لعمليات عسكرية وبطولات المقاتلين، ولكن هذه القصص القصيرة عُرضت بأسلوب اللقطات الصحفية السريعة وكان متوقعًا أن المؤلف - وهو أديب شاب أسعده حظه بأن عمل مراسلاً صحفيًا حربيًا أثناء الحرب الخالدة وهو حظ يحسده عليه كل أدباء مصر كان متوقعًا أن يقدم عملاً روائيًا يتناسب مع الحرب التى شهدها.. ولعله يفعل.

قصص أخرى:

أما قصة «رمضان حبيبي»، وهى رواية للأديب نجيب الكيلانى الذى تخصص فى كتابة قصص البطولات الإسلامية، لذلك جاءت قصته أول رواية تبرز أثر العامل الدينى فى تكوين الرجال وصنع البطولات.

أما رواية «أرضنا الطيبة» التى كتبها محمود فوزى الوكيل، وفاز بإحدى جوائز المسابقة التى نظمتها وزارة الثقافة و الاتحاد الاشتراكى العربى عن حرب أكتوبر فتقدم قصة خمسة شباب منذ كانوا تلاميذ بالثانوى ثم التحاقهم بالكلية الحربية وتخرجهم ضباطا واشتراكهم فى حرب اليمن ثم حرب يونيو ومن بعدها حرب أكتوبر ، ونصيب حرب أكتوبر فى القصة صفحات قليلة فى نهاية الرواية.

وقصة «أكتوبر حبي» من تأليف إبراهيم الخطيب، تصور انطباعات ومشاعر المصرى قبل وبعد حرب أكتوبر من خلال « الشاويش » رجب ، الذى ترك الخدمة العسكرية بعد أن فقد قدمه اليمنى فى حرب الاستنزاف وافتتح محل عجلاتى فى حى السيدة زينب وهو شاب وطنى يتألم لاضطراره لترك وحدته وتربطه صداقة قوية بزملاء السلاح، وعندما تبدأ حرب أكتوبر ينضم إلى المقاومة الشعبية مدربا للمتطوعين.

والقصة تروى ببساطة معاناة المواطنين العاديين مثل أسرة رجب وأصدقائه وثرثرتهم حول الحرب التى ينتظرونها ويتشوقون إليها، والشخصيات كلها مرسومة من الخارج والأحداث مثل الأخبار التى تنشرها الجرائد، ولكن القصة لا تخلو من بعض المواقف الإنسانية.

هذا عرض سريع وغالبية ما صدر عن حرب أكتوبر من أعمال أدبية وهى أعمال حول حرب أكتوبر باستثناء رواية رحلة الساق المعلقة الذى يروى قصصا حقيقية فى الحرب لم تقدم لنا الطابع بعد أية رواية يمكن أن تقول إنها من أدب الحرب رغم مرور خمس سنوات على هذه الحرب التاريخية التى هزت الكون وغيرت مجرى التاريخ فى الشرق الأوسط.

نشر بمجلة أكتوبر فى أكتوبر 1978م – 1398هـ

أضف تعليق