الشعب هو قوة الردع الحقيقية والأقوي والأكبر في تاريخ أي حروب أو مواجهات أي كان نوعها.
وينطوي التاريخ في كل أحداثه وأخباره علي تأكيد هذه الحقيقة، ومن يعيد قراءة تفاصيل المواجهات الشهيرة في التاريخ سيجد أن القوة البشرية كانت صاحبة القول الفصل فيها وأنها كانت تلعب دورًا كبيرًا بجوار الآلة العسكرية التي في الغالب تصنعها القوة البشرية وتديرها وتحركها وتستخدمها حسبما تريد، تاريخنا الطويل يحكي لنا كيف وما زال، بأن الشعب قوة ضاربة كاسحة وحاسمة في كل المواجهات التي خاضتها الدولة وكل معاركها التي قررت بإرادتها الدخول فيها أو اضطرتها الظروف إليها.
لذلك تبرز أهمية أن نقر بهذه الحقيقة ونؤمن بها وأن نعمل علي الاستفادة القصوي منها وقبل ذلك تعمل الدول علي حمايتها ودعمها وتحصينها ضد كل محاولات إضعافها أو النيل منها.. فحالها حال كل القوي، خاصة العسكرية فإن كانت الدول تتسابق في أن تمتلك أحدث وأقوي الأسلحة لتحقيق الحماية والردع وتنفق الكثير والكثير من أجل الحفاظ علي هذه القوة، فإن الشعب أحد أهم القوي التي تمتلكها الدول ويجب أن تبذل قصاري جهدها من أجل الحفاظ عليها.
لذلك فإن الدولة التي تمتلك مواطنًا يعيش حياة كريمة وذي صحة جيدة وتعليم راق وثقافة واسعة وإمكانات تتناسب ومتطلبات العصر فإنها تمتلك النواة الصحيحة لهذا النوع من قوي الردع.
والدولة التي تمتلك مواطنا لديه درجة عالية من الانتماء والوعي والاطلاع والمعرفة وحرية كافية لإبداء الرأي والقدرة علي مواجهة الأفكار الشاذة والمتطرفة، فإنها تمتلك النواة الصحيحة لهذا النوع من قوي الردع.
والدولة التي تعمل علي حماية شعبها من محاولات الخداع والتزييف والتشتيت والتلفيق، وتحصينه من حروب الجيل الرابع ، فإنها بذلك تمتلك النواة الصحيحة لهذا النوع من قوي الردع البشرية.
عندما انهزمنا في 67 وقرر الرئيس عبد الناصر وقتها التنحي، خرج الشعب كله يعلنها صريحة "هنحارب"، هذا الخروج أرعب الدنيا كلها وأعلن للجميع أن في هذا الوطن شعبا واعيا وقادرا وقويا ومتماسكا وعلي قلب رجل واحد، مؤمنا بقضيته ووطنه وقيادته ولن يفرط أبدًا في حبة رمل واحدة، وقتها وصلت الرسالة بأن الجبهة الداخلية المصرية قوية متماسكة وهذا كان له بالغ الأثر والتأثير عند العدو وأيضا كان له بالغ الأثر والتأثير عند قواتنا المسلحة وقيادتنا السياسية، فكان دافعًا لهم في المضي بكل شجاعة وحسم نحو معركة التحرير واستعادة الكرامة.
ولذلك في النظريات العسكرية الحديثة ينظر الخبراء إلي الشعوب والجبهة الداخلية باعتبارها واحدة من أهم القوي التي يمكن أن تمتلكها الدول، لذلك يحاولون أن يستهدفوها أولاً وأخيرًا قبل الدخول في معارك مباشرة يكون فيها السلاح له الكلمة العليا.
وفي مصر يعلم الجميع أن الشعب المصري واحد من أهم قوي الردع البشرية التي يمكن أن تمتلكها دولة علي مدار التاريخ.
لذلك يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة علي الحديث عن قوتنا الحقيقية، مشيرًا إلي سرها في تماسكنا ووحدتنا كشعب واحد لا يقدر عليه أحد، شعب واع لا يستطيع أحد خداعه، شعب وطني يدعم جيشه بكل ما أوتي من قوة، شعب من جيشه وجيش من شعبه.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن