انتهاكات صارخة للميثاق العام للأمم المتحدة ترتكبها إسرائيل من المفترض أن تجعلها عرضة للمساءلة الدولية بل والنظر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة فى شرعية وجودها داخل المنظومة الأممية، فالأمر ليس وليد اليوم ولكن منذ اليوم الأول لوجود إسرائيل داخل المنظمة الدولية وهي لا تحترم أو تنفذ أيا من القررات الملزمة لها، وقد يشكل تواجد عضو غير ملتزم ويرى نفسه فوق المنظومة الدولية تهديدا حقيقيا لمستقبل الأمم المتحدة التي تعاني بالأساس من تراجع فى الأدوار السياسية والأمنية فى ظل تصاعد الصراع الدولي، بل يفقد المنظومة الأممية مصداقيتها ويضعها فى إطار ازدواجية المعايير ما يدفع دول أخرى لاتباع نهج إسرائيل الفوضوي داخل الأمم المتحدة وبالتبعية يؤدي هذا لإضعاف المنظومة الدولية أكثر وأكثر، فلماذا إذا لا يفكر المجتمع الدولي فى التخلص من العضو الفاسد داخل المنظومة وهو إسرائيل؟
فقد خدعت إسرائيل المنظومة الأممية منذ اليوم الأول لها داخلها، فلم تستجب للقرار رقم 181 المعروف بقرار التقسيم بل مارست على مدار العقود الماضية سياسات استيطان جائر التهمت عبرها نحو 85% من الأراضي الفلسطينية التي حددها هذا القرار، واستمرت إسرائيل على هذا النهج لا تعتبر ولا تنصاع لأي من قررات الجمعية العامة أو مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بشأن فلسطين، وقد وصل الأمر لمنتهاه خلال العام الماضي بعد أن بدأ الكيان الإسرائيلي خطة ممنهجة لإضعاف وتهميش دور الأمم المتحدة، وظهر الأمر بداية عبر تصريحات نتنياهو ووزراء حكومته المناهضة للأمم المتحدة وأمينها العام والتي وصلت لحد اتهام المنظمة الأممية كونها حاضنة للإرهاب وهو الوصف الذي استخدمه مندوب إسرائيل فى الأمم المتحدة والذي قرر أن يمزق الميثاق العام أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ذهبت إسرائيل لاغتيال منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) ماديا ومعنويا، فقد شنت حملات دعاية كاذبة حول المنظمة الإنسانية ما دفع الدول الغربية لوقف التمويل عنها ثم ذهبت لاغتيال الموظفين العاملين بها والتابعين للأمم المتحدة ليقترب عدد القتلي من 200 موظف أممي فى واقعة فريدة من نوعها بل وصل الأمر إلى أن تقوم سلطة الاحتلال بالاستيلاء على الأرض المقام عليها مقر الأونروا فى القدس المحتلة، وذهبت إسرائيل لأبعد من هذا حيث قامت باستهداف قوات اليونيفيل المتمركزة على الشريط الأزرق على الحدود اللبنانية وهو ما يمثل خرقا لقرار مجلس الأمن 1701 وأيضا تعديا مباشرا على قوات أمنية تابعة للأمم المتحدة.
هذا مرور سريع على النهج الإسرائيلي المتعلق باستهداف وإضعاف وأيضا إهانة الأمم المتحدة وأدواتها المختلفة، فقد حان الوقت لإيقاف إسرائيل عند هذا الحد والذهاب مباشرة لمحاسبة جادة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العضو الفاسد الذي تستوجب أفعاله إخراجه نهائيا من أروقة الأمم المتحدة.