تحتفل القوات البحرية بعيدها السابع والخمسين، حيث سطرت بطولات وإنجازات عديدة على مدار تاريخها. تعتبر القوات البحرية أحد أعمدة القوة العسكرية المصرية، وقد كانت دائمًا درعًا واقيًا وسيفًا حاميًا لأمن مصر القومي عبر العصور. منذ إنشائها في عهد محمد علي باشا عام 1809، تمكنت البحرية المصرية من تسجيل تاريخ حافل بالتضحية والفداء.
تحتفل القوات البحرية أيضًا بذكرى البطولات التي حدثت في 21 أكتوبر 1967، والتي علمت العالم درسًا تاريخيًا يدرس في الأكاديميات البحرية العسكرية. في تلك المناسبة، نجحت القوات البحرية في تدمير أكبر وحدة بحرية إسرائيلية، وهي المدمرة إيلات، التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية. قامت القوات البحرية بتنفيذ هجوم باستخدام عدد 2 لنش صواريخ من قاعدة بورسعيد البحرية، حيث استخدمت صواريخ بحرية (سطح/ سطح) في معجزة عسكرية، مما أسفر عن تغيير الفكر الاستراتيجي العالمي. تم اتخاذ هذا اليوم عيدًا للقوات البحرية، تخليدًا لهذه الإنجازات.
ووصف قائد القوات البحرية مشاركة القوات البحرية فى المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية بأنها فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول فى المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون، كما تعتبر أيضا فرصة للإطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها، وأحدث ما توصلت إليـه تلـك الـدول من تقنيات حديثة فى مجال التسليح والتدريب، كما تعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية، بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا، مما يفسح المجال للقـرار المصرى بأن يمثل ضمن أى ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.
ومن جهه أخرى أوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه بضرورة مواكبة التقدم الفكرى والعلمى للفرد المقاتل، وتحديد الدرجات العلمية التى تمنح لخريجى كليات الأكاديمية العسكرية المصرية من خلال التوقيع على بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية ، يحصل فيه طالب الكلية البحرية على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة الإسكندرية، ويهدف البروتوكول إلى رفع كفاءة الطلاب علمياً وعملياً من خلال التعاون العلمى والبحثى، فيما بينهما مما يسهم فى تبادل الخبرات والإمكانيات العلمية بمختلف التخصصات لتحقيق أقصى استفادة بالمنظومة التعليمية، وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلاً على البكالوريوس فى العلوم البحرية والعلوم العسكرية والعلوم السياسية، مما يمد خريجى الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات، التى تُحتِّمها طبيعة العمل، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية حمل عنوان «سفارة المعرفة»، حيث يتيح البروتوكول لأول مرة وجود المادة العلمية (الرقمية) الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية.
وعن أهمية تولي القوات البحرية المصرية مؤخرا قيادة قوة المهام المشتركة 153 فيقول القوات البحرية المشتركة CMF هى شراكة بحرية متعددة الجنسيات ومن مبادئها الاساسية الالتزام بالقانون البحرى الدولى ودعم الحفاظ على الامن البحرى الاقليمي، ومنذ ان انضمت مصر لها تولت القوات البحرية قيادة قواة المهام المشتركة 153 التى تم انشاؤها اواخر العام الماضى حتى منتصف العام الحالى كأول دولة اقليمية تقوم بتولى تلك القوة بعد الولايات المتحدة الامريكية وهو الامر الذى ينعكس بالايجاب على الحفاظ على حركة السفن التجارية من والى قناة السويس والتى تمثل احد أهم المشروعات القومية التى وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن الخطة الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة 2030.
وكشف قائد القوات البحرية عن أهم التحديات والتهديدات التى من الممكن أن تواجه القوات البحرية المصرية، فقال أن القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه وتتمثل تلك المهام فى حفظ مُقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية، مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين عبور السفن بقناة السويس، خاصة أن العالم فى الوقت الحالى يواجه تداعيات الحرب الروسية الأوكرانيه، التى تتمثل فى مشكلة اقتصادية على مستوى العالم أجمع، فالعالم يعانى من مشكلة نقص الوقود والحبوب الاستراتيجية، وطبقاً لتوجيهات القيادة السياسية، فقد تم تفعيل عملية الترشيد فى استخدام السلع الاستراتيجية، والترشيد فى استهلاك الطاقة، كرد فعل طبيعى تجاه تلك الأزمة.
وتحدث قائد القوات البحرية عن تفاصيل انضمام وحدات بحرية جديدة مثل الفرقاطة طرازميكو للبحرية المصرية فقال تم الاتفاق مع الجانب الالمانى متمثل فى شركة TKMS للحصول على اربع قرفاطات من طراز MEKO- A200 بحيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات فى المانيا والاخيرة جارى تصنيعها بشركة ترسانه الاسكندرية وبالفعل تم استلام 2فرقاطة من طراز MEKO- A200 وهما الفرقاطة العزيز والفرقاطة القهار والفرقاطة القدير مما سيزيد من قدرات القوات البحرية فى تنفيذ مهامها بمسرحى العلميات بالبحرين المتوسط والاحمر.
وأضاف أن القوات البحيرة تمتلك ثلاث قلاع صناعية؛ هى ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية وجميعها تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت لديها القدرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية، بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد قطعنا شوطاً طويلاً بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانى، ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (Meko-A200) بالتعاون مع الجانب الألمانى، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
أما عن دور القوات البحرية فى حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على المهربين فيقول قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة، وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على العديد من البلنصات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلى أوروبا، كما تم القبض على العديد من العائمات التى تقوم بأعمال تهريب (مخدرات/ سلاح / بضائع غير خالصة الجمارك)، وهى رسالة واضحة وقوية للدولة المصرية متمثلة في دور القوات البحرية في تأمين المصالح القومية والحفاظ على امن واستقرار مصر، كما ظهر دور الدولة المصرية اقليميا في مجابهه ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وأكد قائد القوات البحرية أن القوات البحرية تسعى دائما لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى الجوانب (فنياً / تخصصياً / لغوياً / تدريبياً)؛ لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالي، باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى حتى يكون قادراً على استيعاب التطوير العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وامتلاك المزيد من الوحدات البحرية الجديدة مع الاهتمام بالتأهيل العملى والعلمى لطلبة الكلية البحرية.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي وجه قائد القوات البحرية كلمة إلى ابناءة ب القوات البحرية وإلى الشعب المصري قائلا أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العـالـى لمستجدات المرحلـة، التـى تمـر بـهـا بلدنا الحبيبة مصــر للحفاظ علـى مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العـالـى لقـواتنا البحرية ليكونوا جـاهـزيـن فـى أى وقـت لتنفيذ المهام الموكلة إليهم مـن الـقـيـادة الـعـامـة للقـوات المسلحة، بحرفيــة وقـــوة وإصــــــرار جـــديـريـن بثقـة الـوطـن فـيهم، ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.