طمبادرات وطنية ورؤية مستقبلية للاهتمام بصحة الأطفال

طمبادرات وطنية ورؤية مستقبلية للاهتمام بصحة الأطفالصورة تعبيرية

حوارات وتحقيقات25-10-2024 | 00:26

تعتبر صحة الأطفال أحد أهم المؤشرات على تقدم المجتمعات واستقرارها، وتولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بهذه الفئة من خلال إطلاق العديد من المبادرات الوطنية التي تستهدف تحسين الرعاية الصحية للأطفال، خاصة في سنواتهم الأولى التي تعد حاسمة في نموهم وتطورهم، وقد شملت هذه الجهود الكشف المبكر عن الأمراض، تقديم اللقاحات الأساسية، مكافحة سوء التغذية، وتقليل نسب التقزم، إلى جانب التوعية بأهمية التغذية السليمة، خاصة في ما يعرف بـ"الألف يوم الذهبية".

أطلقت الحكومة عددًا من المبادرات الصحية الكبرى التي تستهدف تحسين صحة الأطفال، وأبرزها:

مبادرة "100 مليون صحة"

تشمل هذه المبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والتقزم والسمنة بين أطفال المدارس، والكشف المبكر عن فيروس "سي" وبدأت مبادرة اكتشاف وعلاج سوء التغذية بين طلاب المدارس الابتدائية في يناير 2019 وتم فحص ما يقرب من 50 مليون طالب.

وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 22% من الأطفال دون سن الخامسة في مصر يعانون من التقزم، بحسب تقرير اليونيسيف لعام 2020، وتساهم التغذية السليمة والرعاية خلال الألف يوم الأولى في تقليل هذه النسبة، إذ إن معظم حالات التقزم ترتبط بسوء التغذية المبكر، كما تم فحص أكثر من 1.5 مليون طالب في مبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي لطلاب المدارس بالصف الأول الإعدادي بالمجان تحت شعار "100 مليون صحة"، وذلك خلال العام الدراسي الجاري 2023/2024، منذ انطلاقها يوم 20 فبراير 2024 ،

يأتي ذلك وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستمرار عمل المبادرة لضمان الحفاظ على مكتسبات الدولة في خلو مصر من فيروس سي.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة تستهدف العام الحالي فحص مليونين و151 ألفًا و620 طالبًا من طلاب الصف الأول الإعدادي خلال العام الدراسي الجاري، فضلا عن تقديم العلاج للحالات المكتشفة، لافتاً إلى أن المبادرة حققت نسبة إنجاز 65.6% من المستهدف الخاص بها للعام الجاري.

ومن جانبه قال الدكتور محمد ضاحي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، إنه يتم إجراء الفحص للطلاب من خلال فرق طبية مدربة على أعلى مستوى تابعة للهيئة العامة للتأمين الصحي، حيث يتم الفحص بواسطة الكواشف السريعة، كما يتم توجيه الحالات الإيجابية من الطلاب المفحوصين إلى لجان الكبد البالغ عددها 24 لجنة بفروع الهيئة العامة للتأمين الصحي الموزعة على مستوى المحافظات لإجراء المزيد من الفحوصات والتحاليل المتخصصة وفقاً للبروتوكولات المعتمدة، وتضم اللجان أطباء أطفال مدربين على بروتوكول العلاج.

برنامج التطعيمات المجانية

تقدم الدولة برنامج تطعيمات مجانيًا للأطفال ضد الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال والحصبة، وهذا غير متواجد في الكثير من الدول، ويستفيد من هذا البرنامج أكثر من 95% من الأطفال سنويًا، وهو ما ساهم في الوقاية من العديد من الأمراض التي كانت تشكل تهديدًا كبيرًا ل صحة الأطفال في الماضي، وفي هذا الإطار أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو مصر من شلل الأطفال وسجلت آخر حالة شلل أطفال في مصر عام 2004 وأعلنت منظمة الصحة العالمية مصر خالية من المرض في عام 2006، وعلى الرغم من ذلك، تنفذ الوزارة حملات قومية سنوية لتعزيز مناعة الأطفال ضد فيروس شلل الأطفال وللحفاظ على مصر خالية من المرض.

وتستمر جهود وزارة الصحة في الحفاظ على هذا المكتسب، حيث تطلق الوزارة باستمرار حملات دورية لتطعيم الأطفال تحت سن الـ5 سنوات، علاوة على التطعيمات الإجبارية للأطفال حتى سن العامين وكل هذه التطعيمات توفرها الوزارة بالمجان.

مبادرة الكشف المبكر عن ضعف السمع وعلاج الضمور الشوكي

في إطار الحرص على تقديم الرعاية المتكاملة للأطفال، أطلقت الدولة مبادرة للكشف المبكر عن ضعف السمع للأطفال حديثي الولادة، يستفيد من هذه المبادرة آلاف الأطفال سنويًا، حيث يتم التدخل المبكر لعلاج هذه المشكلات وتجنب مضاعفاتها المستقبلية، وبدأت المبادرة في سبتمبر 2019، وعدد حالات الفحص حتى الآن 7 ملايين طفل، بالإضافة إلى مبادرة علاج الأطفال مرضى الضمور العضلي الشوكي والتي بدأت في يوليو 2021 وتم فحص 22.529طفل، بالإضافة إلى مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة والتي بدأت في يوليو 2021 وتم فحص 486.387.

مبادرة الألف يوم الذهبية

تعتبر الألف يوم الذهبية، وهي الفترة الممتدة من بداية الحمل وحتى بلوغ الطفل سن السنتين، من أهم الفترات التي تؤثر على صحة الطفل ونموه على المدى البعيد، الدولة المصرية أدركت أهمية هذه المرحلة، وأطلقت مبادرة "الألف يوم الذهبية" التي تستهدف تعزيز الرعاية الصحية والتغذية السليمة خلال هذه الفترة الحساسة، والألف يوم الذهبية هو مصطلح المقصود بها هو الألف يوم الأولى في حياة الطفل التي تشهد تكوين 85% من قدراته العقلية والجسدية والعصبية وباقي عمره فقط يظل مستهدفا استكمال الـ15% الأخرى من تكوينه ليكون لبنة صالحة في بناء المجتمع.

أضف تعليق