لم يتصور أحد يوم ذهب الرئيس السادات إلي القدس أن السلام ممكن بين العرب وإسرائيل.. فقد كانت رحلة القدس مفاجأة لإسرائيل والعالم كله.
فقد قام الرئيس السادات بأجرأ رحلة يقوم بها رجل أعزل من كل سلاح إلا من الحق والعدل وأمل الإنسانية كلها في أن يكون «سلام بين الناس وزيتون علي الأرض وحمام في السماء».
الملايين نظرت إلي الرئيس السادات وهو يهبط في القدس.. إنها تري أحلام الإنسانية كلها في لحظة واحدة.
كانت هذه هي المبادرة التي بلغت ذروتها في الكنيست يوم ألقي الرئيس السادات خطابه التاريخي، والذي يطالب فيه بالحق العربي والعدل الإنساني.. السادات يستحق أرفع جائزة للسلام لأنه داعية سلام ولأنه جاد وصادق ولأنه أمل مصر والإنسانية كلها.
إن العالم كله يشعر أنه هو الذي دفع مبادرة السادات ورعاها وشجعها ثم خلع عليها أعظم النياشين.. جائزة نوبل للسلام .
ولم يمض وقت طويل حتي نلتقي مرة أخري علي أرض سيناء يوم الاحتفال بمرور سنة علي المبادرة يوم 19 نوفمبر القادم علي جبل موسي عليه السلام.. حيث يلتقي السادات المسلم وكارتر الكاثوليكي وبيجن اليهودي.. وهو ما لم يحدث في التاريخ من قبل.
ويلتقي رجلا السلام السادات وبيجن يوم 10 ديسمبر في مدينة أوسلو بعد أن يكونا وقّعا اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل، أو يوم 25 ديسمبر يوم عيد ميلاد الرئيس السادات .
إن أعيادًا كثيرة أسعدت الناس منذ تلك الرحلة التاريخية إلي القدس .
نشر بمجلة أكتوبر في أكتوبر 1978م – 1398هـ