تعتبر تجارة الأسلحة بكل أنواعها من أهم الموضوعات الممتعة التي تناولتها السينما العالمية، ومن أشهرها فيلما "كلاب الحرب" من إخراج تود فيليبس، ويحكي قصة اثنين من صغار تجار الأسلحة الذين تعاقدوا مع الجيش الأمريكي، لتزويد الجيش الأفغاني والشرطة العراقية، بذخائر بقيمة 300 مليون دولار.
وكذلك فيلم ملك الحرب الذي كتبه وأخرجه أندرو نيكول، وشارك في إنتاجه وبطولته نيكولاس كيدج ، وهو فيلم مستوحي من قصص واقعية عن حياة تجار الأسلحة والمهربين، وقد أقرته منظمة العفو الدولية رسميًا كفيلم يسلط الضوء علي قضية تجارة وصناعة الأسلحة دوليًا.
كما قدمت السينما المصرية عددًا من الأفلام عن تلك التجارة القاتلة، ومن بينها فيلم "عصر القوة" للمخرج نادر جلال، ويسعي فيه "مرسي نوفل" الذي يجسد دوره الفنان "محمود حميدة" للقاء خصمه، ويطلب منه أن يتنازل له عن واحد من مشروعاته في مقابل أن يدله علي كيفية الدخول لعالم تجارة السلاح.
وفي كتابه «الفيلم السياسي في مصر»، قال الناقد والمؤرخ السينمائي محمود قاسم، إن تناول السينما المصرية لموضوع تجارة الأسلحة قد ارتبط بفترات سياسية بعينها، مشيرًا إلي أن إلقاء اللوم علي تاجر السلاح، فيما يعرف بصفقة الأسلحة الفاسدة، وتحميله المسئولية كاملة عن هزيمة الجيوش العربية في عام 1948، كان بمثابة تمهيد لقيام ثورة 23 يوليو في مصر، والتي قام بها بعض الضباط الذين شاركوا في تلك الحرب، وكان الموضوع الرئيسي في أفلام عديدة في الخمسينيات.
أما الفترة الثانية فبدأت في منتصف الثمانينيات، باعتبار أنه مع عصر الانفتاح قام الكثير من رجال الأعمال بتغطية صفقاتهم المشبوهة في مجال السلاح من خلال الاتجار في سلع وبضائع عادية، لا تثير أي أقاويل أو شبهات حولها.
وغالبًا ما تنتهي تلك الأفلام بالدم والعنف، مثل "عصر الذئاب" لسمير سيف 1986، و"عصر القوة" لنادر جلال 1992، "عيش الغراب" لسمير سيف 1996، و"علاقات مشبوهة" لعادل الأعصر 1996.
وكانت أسماء تلك الأفلام متشابهة إلي حد كبير رغم أنها كانت تقريبًا في نفس الأعوام، مثل عام 1986 الذي شهد ميلاد "أبناء وقتلة" وعرض عام 1986، و"عصر الذئاب" ثم عام 1996 الذي عرض فيه "علاقات مشبوهة" و"عيش الغراب".
ولاحظ «قاسم»، أن كلاً من السيناريست «مصطفي محرم» مؤلف فيلم "أبناء وقتلة"، وبشير الديك كاتب سيناريو فيلم "عصر القوة"، قد استوحيا أحداث الفيلمين من ثلاثية "الأب الروحي" السينمائية.
وكانت الأسلحة التي يتم الاتجار بها في تلك الأفلام تقليدية، مثل البنادق والمسدسات والقنابل، يتم نقلها في صناديق ضخمة وتحتاج إلي سفن وإجراءات أمنية، لم تشر إليها هذه الأفلام، لكن هناك نوعًا جديدًا من الأسلحة تحدث عنها فيلم "عيش الغراب" لسمير سيف، وهو شحنة من المواد المُشعة تصل لجهة معادية لمصر.