شكت لي قريبتي من ابنها الشاب المتخرج حديثا في إحدى الكليات التقنية ، الذي يعمل متخصصا في الأمن السيبراني أو أمن المعلومات، مشكلة صديقتي مع ابنها أنه ترك عمله في إحدى الشركات الحكومية الكبرى، للعمل في أخرى أقل حجما بالقطاع الخاص، سيحصل فيها على أجر أفضل، ضاربا عرض الحائط بنصائحها في البقاء بشركته، التي من وجهة نظرها توفر له الاستقرار بشكل أكبر وأهم من العائد المادي في الشركة الخاصة
على الجانب الآخر، يرى ابن قريبتي، أن الشركة الكبرى تستنزف طاقته من خلال العمل أكثر من ساعات عمله للوفاء بالمهام الموكلة له، بما لا يدع له مجالا للدراسة والإطلاع لمواكبة تطور مشهد التهديدات المستمرة، فضلا عن عدم وجود الوقت الكافى لحياته الخاصة، ما يسبب له الكثير من المشكلات مع خطيبته وهما يستعدان لإتمام زواجهما.
تفاقم المشكلة
والحقيقة أن حديث قريبتى أعاد إلى ذهني، نتائج دراسة حديثة، أجريت عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وفيها مصر، كشفت عن استنزاف متخصصى أمن المعلومات، أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدل استبدال الموظفين، مؤكدة أن التعقيد المتزايد لمشهد التهديدات السيبرانية ونقص المهارات المستمر، يؤدى لتفاقم هذه المشكلة.
وفى العادى تواجه الشركات تحديات كبيرة فى توظيف متخصصين ذوى خبرة فى مجال أمن المعلومات وإبقائهم، كما أشارت الدراسة التى أعدتها كاسبرسكى عملاق حلول أمن المعلومات فى العالم.
ويعانى 40% من فرق أمن المعلومات فى الشركات، من نقص فى الموظفين، كما أظهرت نتائج الدراسة، ورغم وجود متخصصين مؤهلين بشكل كافٍ، لا يزال إبقاؤهم أمرا صعبا، خاصة فى المراكز المتوسطة والعليا، إذ يُعد العثور على متخصصين ذوى خبرة وتوظيفهم وإبقائهم أمرا صعبا بسبب الطلب المرتفع والعرض المحدود.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا