رأت صحيفة (إندبندنت) البريطانية، أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة سيترك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، معزولًا على الساحة العالمية.
وذكرت الصحيفة - في مقال تحليلي نشرته اليوم - إنه بـ فوز ترامب يواجه رئيس الوزراء البريطاني الآن إدارة أمريكية ليست بعيدًا عنها أيديولوجيا فحسب، بل إنها معادية بشكل علني لحكومة حزب العمال التي وصفها فريق حملة ترامب سابقًا بأنها "يسارية متطرفة".
وأشارت الصحيفة إلى، أن القضية الأخيرة التي فتحها فريق ترامب بشأن تدخل أجنبي مزعوم في الانتخابات الأمريكية من جانب حزب العمال عبر إرسال 100 متطوع لدعم حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، كشفت عن العداء العميق الذي يكنه الجمهوريون في حركة "ماجا" (لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا) لـ"ستارمر" وحزبه وحكومته.
وأوضحت الصحيفة، أن تبعات هذا الأمر أفسدت شهورًا من الدبلوماسية الدقيقة لحزب العمال للتحضير لاحتمالية قدوم ترامب للبيت الأبيض، والتي بلغت ذروتها قبل بضعة أسابيع بما بدا أنه اجتماع إيجابي بين "ستارمر" و ترامب في نيويورك.
لكن المشكلة التي واجهها حزب العمال دائمًا هي أن جهودهم كانت بقيادة وزير الخارجية ديفيد لامي الذي وصف ترامب بأنه "معتل اجتماعيا ومتعاطف مع النازيين الجدد".
وقالت (إندبندنت)، إن مشاكل حزب العمال تفاقمت الآن بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).. وعندما زار ستارمر بروكسل للقاء رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وشخصيات أخرى رفيعة المستوى في الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، علق الصحفيون الذين ذهبوا معه على مدى فراغ عاصمة الاتحاد الأوروبي ومدى قلة الاهتمام بزيارة ستارمر.
وأكدت الصحيفة، أنه ربما أصبحت جهود ستارمر لإعادة الضبط فيما يتعلق ب الاتحاد الأوروبي الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ولكن هناك تساؤلات جدية حول ما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني على استعداد ليكون طموحًا بما يكفي لإثارة الاهتمام بالمملكة المتحدة.
ولفتت إلى، أن ستارمر يواجه مشكلة مفادها أن بريطانيا لن يُنظر إليها بعد الآن على أنها الجسر إلى أمريكا مع إدارة ترامب في البيت الأبيض.. ولكن الأمر "المزعج" أن هذا الدور قد يقع الآن على عاتق المجر ورئيس وزرائها اليميني فيكتور أوربان، الذي كان زائرًا منتظمًا وحليفًا سياسيًا لترامب. أما الأسوأ من ذلك هو إمكانية تعزيز اليمين المتطرف في المملكة المتحدة وأماكن أخرى.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول إن الشخص الذي سيعاني من أكبر صداع سيكون كير ستارمر الذي أصبح أفضل حليف دولي له الآن هو المستشار الألماني أولاف شولتز. ومن المؤسف أن شولتز سيواجه صعوبة بالغة في البقاء في السلطة عندما تجري بلاده انتخاباتها الوطنية العام المقبل.