توفى فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، البطل محمد المصري أحد ابطال القوات المسلحة وبطل بارز في حرب اكتوبر المجيدة تاركًا ارثًا من البطولة والتضحية والفداء للاجيال القادمة من الشباب، وقد لقبه الرئيس الراحل انور السادات بلقب صائد الدبابات بعد تدميره 27 دبابة لجيش العدو الإسرائيلي، من بينهم دبابة عساف ياجوري لقائد اللواء ١٠٩ في الجيش الإسرائيلي، وقد استضافة السادات بمنزلة عقب حرب اكتوبر والعبور العظيم.
تربى يتيما حيث توفى والدة وعمرة 9 سنوات، وتحمل مسئولية الأسرة بجانب الدراسة وعرف معنى أن يكون فقيرًا ولكن عزيز النفس، وعندما انتهي من الثانوية العامة التحقت بالقوات المسلحة عام 1969، ودخلت سلاح الصاعقة ثم انتقلت إلى سلاح المظلات، وفى عام 1971 توفيت والدتة ولكن كانت كلماتها له في كل إجازة تسيطر على كيانه، وهي تودعه ولا تحتضنه ولكن كانت تقول لي (خليك راجل.. خليك راجل)، وكانت كلماتها سببًا في كرم ربنا وتوفيقه خلال الحرب.
كان ضمن الموجة الأولى التي عبرت القنال تحت غطاء نيران المدفعية والقوات الجوية، وكانت مهمة المصرى اثناء الحرب صد هجوم العدو المفاجئ أثناء العبور والاقتحام، والعمل خلف خطوط العدو حيث يتم تنفيذ الأوامر الواردة له ، وفى تصريح سابق له قال المصرى انه لم يقم بتدمير الدبابات الـ27 في الحرب دفعة واحدة وإنما في عدة اشتباكات، حيث كان يتم الوصول إلى موقع التنفيذ في الثانية ليلا ويظل فيه مدفونا في حفرة برميلية إلى الساعة الثانية ليل اليوم الثاني، ثم يعود إلى موقع التمركز في منطقة وادي النخيل.
وعن واقعة العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري، فقال المصري انه "دمر دبابته ضمن الأسطول الإسرائيلي لكن لم يكن يعرف أنها دبابته لا سيما وأنها كانت مميزة عن غيرها من الدبابات وإنما الذي أسر ياجوري هو النقيب يسرى عمارة وانه عندما عاد إلى منطقة التمركز إذ به اثنين يصطحباه إلى مكتب العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة، حيث وجد عنده شخص مكبل اليدين يجلس على كرسي ويبدوا عليه مظاهر الانكسار والأسر فإذا به العقيد عساف ياجوري حيث طلب الأخير فور أسره كوب ماء ورؤية الجندي الذي دمر دبابته فقام وأدى التحية العسكرية له.
وعقد التقى المصري بالرئيس السادات واستقبلته السيدة جيهان السادات ورحبت به ترحيبا حارا واستقبلة السادات بالاحضان وهو الامر الذى ذكره بوالدة الذى فقدة وهو فى سن التاسعة وظل الرئيس يحكى له عن حياته وتناولت طعام الغداء معه، قد حصل محمد إبراهيم المصري على نجمة سيناء عام 1974 وهو اعلى وسام عسكرى مصري ودعاة الرئيس السادات لحضور افتتاح قناة السويس، كما كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أسابيع خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.