أكد جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي أن بريطانيا تعمل بالتعاون مع شركائها الدوليين على تفكيك المنظومة الإجرامية المرتبطة بهجمات لفيروسات الفدية (رانسوموير) التي تهدد الأمن والسلام الدوليين.
وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان نشرته الجمعة، أن كاريوكي أشار في الاجتماع الذي عقده المجلس لمناقشة التهديدات الناجمة عن الهجمات الإلكترونية، إلى أن جميع الدول قد اعترفت خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق من العام الجاري بأن هجمات الفدية قد تؤثر بشكل كبير على الأمن الدولي.
وأوضح أن مجموعات القراصنة الإلكترونيين المتورطة في تلك الهجمات تستهدف بشكل متكرر البنية التحتية الحيوية، مثل الحكومات المحلية والمستشفيات، لتحقيق مكاسب مالية شخصية.
وتابع السفير البريطاني قائلاً: "تستمر بريطانيا، مثل العديد من الدول الأخرى، في التعرض لهجمات رانسوموير. فقد تأثرت خدماتنا الصحية الوطنية في عام 2017 بهجوم فيروس "وانا كراي" الإلكتروني، الذي كلفنا 118 مليون دولار لاستعادة النظام، وهو مبلغ كان من الممكن أن يُستغل في إنقاذ الأرواح".
وأشار كاريوكي إلى أن هذا العام شهد حادثة مشابهة حيث تعرض مورد رئيسي للمستشفيات في لندن لهجوم رانسوموير، مما أدى إلى تأجيل أكثر من 10 آلاف موعد صحي و1700 إجراء طبي.
وأكد أن هذه الحوادث تمثل تهديدًا مشتركًا في جميع القطاعات الحيوية، مما يجعل المملكة المتحدة تعتبر هجمات الفدية من أبرز التهديدات الإلكترونية للأمن القومي.
وأضاف أن بريطانيا، بالتعاون مع شركائها الدوليين، قد فرضت 36 عقوبة ضد الأفراد والمنظمات المتورطة في هذه الأنشطة الإجرامية، داعيا الدول الأخرى للانضمام إلى بريطانيا في التزامها بعدم دفع الفدية، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة و49 دولة أخرى من أعضاء مبادرة مكافحة الفدية قد وقعوا بيانًا عامًا في أكتوبر الماضي يلتزمون فيه بعدم دفع أي فدية.
ودعا السفير البريطاني كذلك إلى تعزيز التنسيق بين الدول كأفضل وسيلة لمواجهة هذه التهديدات، حيث قادت المملكة المتحدة مؤخرًا تحالفًا عالميًا من وكالات إنفاذ القانون لتعطيل مجموعة "لوك بيت" التي تعتبر من أكثر مجموعات الفدية نشاطًا في عام 2024.
كما شدد على أهمية زيادة القدرة على الصمود أمام هذه الهجمات عبر تبادل المعلومات وتعزيز الفهم الجماعي للتهديدات.
وفي ختام البيان، أكد كاريوكي أن المملكة المتحدة ستواصل التعاون مع شركائها الدوليين والصناعة لمكافحة هجمات الفدية وتفكيك المنظومة الإجرامية الإلكترونية.