محافظة ظفار.. آفاق واعدة نحو مستقبل مزدهر وفق أولويات رؤية عمان 2040

محافظة ظفار.. آفاق واعدة نحو مستقبل مزدهر وفق أولويات رؤية عمان 2040السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان

عرب وعالم9-11-2024 | 15:27

تأتي احتفالات سلطنة عُمان بعيدها الوطني الرابع والخمسين للنهضة المتجددة، في الثامن عشر من نوفمبر الحالي، وسط إنجازات تنموية شاملة في مختلف القطاعات شهدتها محافظة ظفار، ما جعلها وجهة متنامية للاقتصاد والسياحة في سلطنة عُمان، إذ أسهمت الجهود الحكومية في تطوير مشروعات البنى الأساسية كالطرق، والمرافق الصحية، والمؤسسات التعليمية، والمشروعات الاقتصادية والسياحية واللوجستية التي استفادت من الميزات النسبية للمحافظة.

وقد انعكست هذه المشروعات التنموية إيجابًا على المجتمع المحلي من خلال إيجاد فرص عمل جديدة وتحسين جودة الحياة، وعزّزت جاذبية محافظة ظفار للاستثمار المحلي والدولي مع التركيز على الاستدامة البيئية من خلال مشروعات تعتمد على الطاقة النظيفة وتحافظ على التراث الطبيعي والثقافي الفريد للمحافظة.

وتسعى محافظة ظفار ممثلة ببلدية ظفار للارتقاء بالخدمات والمشروعات التنموية عبر ربطها بمحاور وأولويات رؤية عُمان 2040؛ بهدف تطوير البنى الأساسية وتحسين الخدمات والمحافظة على الصحة العامة وحماية البيئة وتطوير المواقع السياحية وتعزيز التحول الرقمي، إلى جانب الإسهام في التنويع الاقتصادي وتمكين الاستثمار والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية بما يُسهم في إحداث تقدم نوعي في شتى المجالات المرتبطة بالعمل البلدي والخدمي.

وتسعى سلطنة عُمان إلى بناء مجتمع معرفي واقتصاد متنوع، وتطوير بنى أساسية متقدمة بما يُسهم في تحقيق رؤية شاملة لمواكبة التحديات والمتغيرات العالمية، وتقديم مستقبل مستدام ومزدهر لجميع أبناء الوطن بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.

إذ تهدف رؤية عُمان 2040 في ظل النهضة المتجددة إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام عبر تنويع مصادر الدخل ودعم القطاعات الواعدة كالطاقة المتجددة، والسياحة، والتكنولوجيا، والاستثمار في رأس المال البشري وتعزيز دور القطاع الخاص، وتطوير الأنظمة التشريعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة، والابتكار في التعليم والصحة، والحفاظ على البيئة، والاهتمام بالتراث العُماني، فضلًا عن استقطاب الاستثمارات الأجنبية بما يسهم في إيجاد فرص عمل للشباب وتنمية مهاراتهم.

شهدت محافظة ظفار عام 2024م زيادة في أعداد زوار موسم خريف ظفار وفعالياته المتنوعة بنسبة 10 بالمائة ليتجاوز عددهم المليون زائر للمرة الأولى، مع حرص بلدية ظفار على مواصلة تنظيم واستضافة العديد من الفعاليات العالمية مثل طواف صلالة للدراجات الهوائية، ومهرجان ظفار الدولي للمسرح وآخر للسينما، ومعرض ظفار الدولي للفن المعاصر.

وتواصل بلدية ظفار تنفيذ مشروعات انسيابية الحركة المرورية تتضمن ازدواجية 3 شوارع رئيسة ب مدينة صلالة تشمل "شارع السُّلطان قابوس، وشارع السُّلطان تيمور، وشارع الفاروق" بتكلفة إجمالية تقدّر بـ29 مليون ريال عُماني، بالإضافة إلى مشروع إنشاء نفق تقاطع شارع أتين مع شارع 18 نوفمبر بتكلفة نحو 7,5 مليون ريال عُماني.

وفي مجال المشروعات السياحية، تم تنفيذ مشروعات ضمن مخصصات تنمية المحافظات إلى جانب تنفيذ مشروعات مشتركة مع وزارة التراث والسياحة والشركة العُمانية للتنمية السياحية (عمران) لتطوير بعض الإطلالات الطبيعية، بالإضافة إلى المشروعات التنموية المعتمدة في موازنة البلدية.

وفي إطار تطوير الخدمات الصحية بظفار، تم تنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروعات إنشاء وتطوير وتوسعة 9 مستشفيات ومراكز صحية في مختلف ولايات ظفار بتكلفة إجمالية تتجاوز 160 مليون ريال عُماني. ويبلغ إجمالي عدد المؤسسات الصحية الحالية في ظفار "45" مؤسسة صحية على مستوى ولايات المحافظة بما فيها مستشفى السلطان قابوس بصلالة، كما وضعت 10 مشروعات مستقبلية ضمن مصفوفة المشروعات الصحية في محافظة ظفار لعامي 2025 و2026، والتي تعمل على أن يكون لها الأولوية في التنفيذ في الفترة المقبل.

وشهد قطاع الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه ب ظفار عددًا من الإنجازات ضمن استراتيجية رؤية عُمان 2040، بالإضافة إلى استراتيجيات الشركات الحكومية القابضة ومشروعات القطاع الخاص؛ لتعزيز منظومة الأمن الغذائي في سلطنة عُمان ضمن برامج التنويع الاقتصادي ورفع إسهاماتها في الناتج الإجمالي المحلي. ففي قطاع الثروة السمكية تنفذ المديرية (5) مشروعات حاليًّا في المحافظة بتكلفة إجمالية بلغت 11.5 مليون ريال عُماني، وتتضمن هذه المشروعات أعمال التصميم والتنفيذ لتأهيل وتطوير ميناء الصيد البحري بمنطقة ريسوت بولاية صلالة بتكلفة 3 ملايين ريال عُماني.

ويشهد قطاع الإسكان في محافظة ظفار تحولات كبيرة مع إطلاق مشروعات تهدف لتعزيز التنمية العمرانية وتلبية احتياجات السكان، ما يضمن تصميم وتطوير المدن باستخدام التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة إضافة إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي، والرفاهية الاجتماعية، وحماية البيئة حيث تبرز مدينة صلالة المستقبلية كمثال لتطوير بنية أساسية مستدامة، وتعزز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية في المحافظة.

وتُعد مدينة صلالة المستقبلية واحدة من المشروعات الرائدة في محافظة ظفار وضمن أبرز المدن المستقبلية في سلطنة عُمان، حيث تتميز بتصميم شامل يجمع بين الجمال الطبيعي والتكنولوجيا المتقدمة، وتطل على واجهة بحرية مفعمة بالحياة، وتوفر مساحات عامة ومحمية طبيعية.

وتسعى مبادرة الأحياء السكنية المتكاملة، التي أطلقتها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني إلى توفير أحياء سكنية متكاملة الخدمات ضمن إطار رؤية عُمان 2040، وتشمل الأحياء مجموعة متنوعة من الخيارات السكنية كالفلل والشقق، وصممت لإيجاد بيئة مستدامة وصديقة للبيئة، حيث تسعى المبادرة أيضًا إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف السكنية والاجتماعية.

وفي مجال تعزيز الأنشطة الصناعية والاقتصادية بالمحافظة، تُسهم مدينة ريسوت الصناعية التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" في جذب الاستثمارات الصناعية من داخل سلطنة عُمان وخارجها باعتبارها مركزًا إقليميًّا رياديًّا في مجال التصنيع. ويبلغ حجم الاستثمارات بمدينة ريسوت الصناعية أكثر من 600 مليون ريال عُماني.

وتُعد المنطقة الحرة بصلالة التابعة لمجموعة أسياد مركزًا حيويًّا متنوع النشاطات، حيث تسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي والوطني بفضل استقطابها لعدد من القطاعات الحيوية، فضلًا عن دورها الحيوي في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال توفير بيئة مثالية للتوسع والوصول إلى الأسواق الدولية. وقد بلغ حجم الاستثمار التراكمي في المنطقة الحرة بصلالة نحو 4.7 مليار ريال عُماني، فيما بلغ حجم الاستثمار المضاف في العام الجاري قرابة الـ120 مليون ريال عُماني.

كما تُعد المنطقة الحرة بالمزيونة أول منطقة حرة من نوعها في سلطنة عُمان وتقع في أقصى الجنوب الغربي على الحدود البرية مع اليمن؛ ما يجعلها بوابة خليجية رئيسة لتجارة "الترانزيت" إلى اليمن ومنها إلى دول شرق إفريقيا.

وفي الجانب السياحي تشهد محافظة ظفار جهودًا متواصلة لتعزيز قطاعي التراث والسياحة، وذلك ضمن الأعمال التي تقوم بها المديرية العامة للتراث والسياحة ب محافظة ظفار عبر العديد من المشروعات والأنشطة الهادفة لإبراز الهوية الثقافية والتراثية للمحافظة وتحفيز السياحة المحلية والإقليمية والدولية.

وأسهمت وزارة التراث والسياحة في الترويج للمحافظة كوجهة سياحية مستدامة على مدار العام من خلال المشاركة في معارض السياحة العالمية، وإقامة حملات وحلقات عمل ترويجية مختصة بموسم خريف ظفار نفذتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتشهد محافظة ظفار نموًّا ملحوظًا في قطاع التعليم الذي هو جزء من رؤية وطنية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وفق نظام متكامل لتقييم الأداء التعليمي في المحافظة بشكل دائم ومستمر. وتسعى المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية ب محافظة ظفار إلى الاهتمام بالجانب الديني، وتنمية الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الوعظ والإرشاد إلى جانب وضع الخطط اللازمة لإدارة شؤون الزكاة وتنمية مواردها فضلًا عن تشييد المساجد والعناية بدورها في المجتمع والإشراف على تعليم وتحفيظ القرآن الكريم. وبلغ إجمالي عدد المساجد والجوامع في محافظة ظفار يبلغ 851 مسجدًا وجامعًا بينما وصلت إيرادات الأوقاف في العام الماضي قرابة نصف مليون ريال عُماني.

كما سعت ظفار إلى الاهتمام بالشباب وانخراطهم في سوق العمل وفق احتياجاته الفعلية لإيجاد فرص عمل بمختلف القطاعات حيث استطاعت توظيف /2498/ باحثًا وباحثة في القطاع الخاص منذ بداية شهر يناير الماضي وحتى نهاية سبتمبر 2024.

أضف تعليق