نادية صبره تكتب: « الأونروا » تتجاوز محنتها

نادية صبره تكتب: « الأونروا » تتجاوز محنتهانادية صبره تكتب: « الأونروا » تتجاوز محنتها

*سلايد رئيسى13-12-2018 | 14:45

إنها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين { الأونروا } والتي تدعم ما يقرب من خمسة ملايين ونصف لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ، وتقدم لهم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية من خلال بناء المدارس والمستشفيات إلي أن ينتبه إليهم العالم ، ويتدخل لوقف معاناتهم .
 وقد تعرضت هذه الوكالة والتي يتم تمويلها بالكامل تقريباً من خلال التبرعات التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلي أزمة مالية شديدة هددت استمرارها في تأدية عملها ، وقد بدأت فصول هذه الأزمة في بداية هذا العام. ففي يناير الماضي قررت الولايات المتحدة الأمريكية تقليص المبلغ المخصص للمنظمة من 370 مليون دولار إلي 60 مليون دولار فقط ، مما أدي إلي تقليص أنشطة المنظمة والاستغناء عن أعداد كبيرة من موظفيها .
 ولم يكتف الرئيس ( دونالد ترامب ) بذلك ، بل نفذ تهديداته في الأول من سبتمبر الماضي بوقف دعم { الأونروا } بشكل نهائي في قرار وصفه نبيل أبوردينة ـ نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام في الحكومة الفلسطينية في ذلك الوقت بأنه اعتداء سافر علي الشعب الفلسطيني !!! ووصفه رئيس المنظمة بأنه مخيب للآمال ومثير، للدهشة بينما اكتفي ( أنطونيو غوتيرس ) الأمين العام للأمم المتحدة بمناشدة العالم لسد العجز الناجم عن قطع التمويل الأمريكي .
 وقد بررت إدارة ترامب القرار بأسباب غير مقنعة مثل وجود فساد في المنظمة خاص بصرف الأموال ، وتعليم الفلسطينيين ، وتعميق الكراهية ، وبأن { الأونروا } منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه !! والكل يعلم أن القرار في حقيقته سياسياً بامتياز ، ويهدف إلي الضغط علي الفلسطينيين للقبول بما يرفضونه من خطة السلام المشوهة التي تتبناها إدارة الرئيس ( ترامب ) في استمرار للتحيز الفج لإسرائيل ، كما أن القرار ابتزاز سياسي لا يخضع لأي معايير إنسانية يهدف لتفاقم الحالة الإنسانية وزيادة مستوى العنف.
وخلال الأشهر الماضية تم عمل العديد من المؤتمرات لتقديم الدعم المادي والسياسي { للأونروا } منها ما قامت به مصر من عقد مؤتمر ( روما ) في  27 سبتمبر الماضي لحث الشركاء الدوليين والجهات المانحة لدعم الوكالة ، وقد ترأس المؤتمر الوزير ( سامح شكري ) وزير الخارجية المصري وقد حقق هذا المؤتمر نجاحاً كبيراً في حصد الكثير من هذا الدعم.
كما تلقت المنظمة تبرعات من عدد من الدول الأوربية والعربية كان آخرها تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ خمسين مليون دولار ليبلغ إجمالي تبرعها { للأونروا } هذا العام إلي 160 مليون دولار ، فقد سبق أن منح الصندوق السعودي للتنمية تبرعاً بقيمة 63 مليون دولار لتمويل مشاريع للمنظمة سيتم تنفيذها في الضفة الغربية والأردن ، وكذلك تبرع من دولة الكويت الشقيقة بمبلغ 42 مليون دولار ، وقد أعلن المفوض العام للمنظمة ( بيير كرينبول ) أن أكبر مأزق مالي تعاني منه { الأونروا } علي الإطلاق بعد وقف المعونة الأمريكية قد تقلص من 447 مليون دولار إلي 21 مليون دولار.
وبذلك تكون { الأونروا } قد أثبتت أنها استطاعت التغلب علي سلاح المال الذي يستخدمه الرئيس ( ترامب ) دائما ، ومنذ وصوله للسلطة ولا يعرف غيره فهو في الأساس تاجراً ورجل أعمال ، وليس سياسياً مخضرماً ، ولهذا فهو يتعامل مع العالم من هذا المنطلق ، وكأنه في مزاد عالمي يضع ثمناً للدول وللأشخاص ، ويحسب كل تعاملات الولايات المتحدة دولياً بالضغط المالي والعقوبات المالية.
وعليه أن يعترف بأن محاولته الضغط على الفلسطينيين وإخضاعهم وفرض عليهم قبول ما لا يمكن قبوله باءت بالفشل ، وأن { الأونروا } استطاعت أيضا أن تنتصرعلى كل المؤامرات الأمريكية والصهيونية لتصفية الوكالة الدولية ، وإنهاء خدماتها لتبقى شاهدًا علي قضية اللاجئين وحق العودة ، وأتمنى أن تتخلص للأبد من الابتزاز المالي الأمريكي والعمل علي استدامة خدماتها ، وتحسين برامجها بما يلبي احتياجات اللاجئين.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2